منتديات الجوكر فيبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أحكام الاستئذان في السنة والقرآن ج2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rimou96
مشرفة
مشرفة
rimou96


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 102
نقآط التميز| : 262
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/05/2014

 أحكام الاستئذان في السنة والقرآن ج2 Empty
مُساهمةموضوع: أحكام الاستئذان في السنة والقرآن ج2    أحكام الاستئذان في السنة والقرآن ج2 I_icon_minitimeالخميس مايو 22, 2014 3:01 pm

المبحث الثاني
الاستئذان الخاص
الاستئذان الخاص هو ما يكون داخل البيت:
وجاء فيه قوله تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {[النور: 58، 59].
هذه آيات الاستئذان الخاص وهو ما يكون داخل البيوت.
والآية عامة في الرجال والنساء، قال الرازي: وإن كان ظاهره الرجال، فالمراد الرجال والنساء؛ لأن التذكير يغلب على التأنيث، فإذا لم يميز فيدخل الكل، والأولى عندي أن الحكم ثابت في النساء بقياس جليّ؛ وذلك لأن النساء في باب حفظ العورة أشدّ حالاً من الرجال، فإذا ثبت هذا الحكم في الرجال فهو في النساء من باب أولى. اﻫ([26]).

وقوله تعالى: } وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ{يعني الأحرار، وليس المراد الذين لم يظهروا على عورات النساء، بل المراد الذين عرفوا أمر النساء ولكنهم لم يبلغوا الحلم.
وقوله تعالى: } كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ { أي في سائر الأوقات، والمراد بالذين من قبلهم هم الذين ذكرهم الله بقوله: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا{.
وقد بين الله سبحانه هذه الأوقات الثلاثة بقوله: } ثَلَاثَ مَرَّاتٍ {.
فذكر قبل صلاة الفجر أي عند الانتباه للصلاة، وعند الظهيرة وهي القائلة، ومن بعد صلاة العشاء، وهذه أوقات الخلوة التي يكون فيها التصرف، بخلاف الليل كله فإنه وقت خلوة ولكن لا تصرف فيه؛ لأن كل أحد مستغرق بنومه.
وهذه الأوقات الثلاثة أوقات تصرف وخلوة، فنهوا عن الدخول فيها بغير إذنٍ؛ لئلا يصادفوا منظرة مكروهة([27]) فالمماليك والصغار كغيرهم في هذه الأحوال الثلاثة، فلا يمكَّنون من الدخول إلا بإذن، وأما ما عدا هذه الأحوال الثلاثة فإنهم يحتاج إليهم دائمًا، فيشق الاستئذان منهم في كل وقت، فرخَّص الله لهم الدخول بغير استئذان، وبينَّ العلة وهي كونهم يطوفون للخدمة وقضاء الأشغال والحوائج.
وقوله تعالى: } وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{ أي له العلم المحيط بالواجبات والمستحبات والممكنات، والحكمة: التي وضعت كل شيء موضعه، فأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به وأعطى كل حكم شرعي حكمه اللائق به، ومنه هذه الأحكام التي بيَّنها وبينَّ مآخذها وحسنها([28]).
وقد ورد في هذه الآيات أكثر من سبب نزول، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
فمنها ما روى مقاتل، قال: نزلت في أسماء بنت مرثد كان لها غلام كبير، فدخل عليها في وقتٍ كرهته، فأتت رسول الله r، فقالت: إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها، فأنزل الله سبحانه وتعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ... {([29]).
وقال السدي: كان أناسٌ من أصحاب الرسول r يعجبهم أن يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة، فأمرهم الله -سبحانه وتعالى- أن يأمروا المملوكين والغلمان أن لا يدخلوا عليهم في تلك الساعات إلا بإذن([30]).
وقال ابن عباس: وجَّه رسول الله r غلامًا من الأنصار([31]) إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه، فدخل فرأى عمر بحالة كره عمر رؤيته عند ذلك؛ فأنزل الله هذه الآية([32]).
* * * *المبحث الثالث
الاستئذان عند الانصراف
ورد هذا النوع من الاستئذان في الكتاب والسنة، وطبقه السلف الصالح رضي الله عنهم.
أما القرآن فقال الله تعالى: } إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {[النور: 62]. فهذه الآية الكريمة بينت نوعًا من الأدب أرشد الله إليه عباده المؤمنين ألا وهو الاستئذان عند الانصراف، فكما أمرهم بالاستئذان عند الدخول كذلك أمرهم بالاستئذان عند الانصراف، فالمؤمن حقًّا لا يذهب لبعض الحوائج إلا بإذنٍ من الرسول r، أو نائبه من بعده، وقد مدح الله من امتثل هذا الأدب الرفيع، وأمر رسوله r ومن بعده من أولياء الأمور بالإذن لمن يستأذن إذا كان الإذن لشغل وعذر، وشاءه الولي بأن لا يضر بالآذن([33]).
وهذا الاستئذان الوارد في الآية في شأن الاجتماعات الرسمية التي يحضرها أولياء الأمور، فهو خاص بهذا النوع من الاستئذان.

وأما الاستئذان المطلق عند الانصراف، فيدل له ما جاء في الحديث من قوله r: «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلَِّم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلَِّم فليست الأولى بأحق من الآخرة»([34]).
وظاهر هذا الحديث يدل على أنه يجب على الجماعة رد السلام على الذي يسلِّم على الجماعة عند المفارقة([35]).
وقد بوَّب البخاري -رحمه الله- في الأدب المفرد فقال: باب إذا جلس الرجل إلى الرجل يستأذنه في القيام، ثم ساق حديث أبي بردة بن أبي موسى قال: «جلست إلى عبد الله بن سلام، فقال: إنك جلست إلينا وقد حان منا قيام، فقلت: فإذا شئت فقام، فتبعته حتى بلغ الباب»([36]).
* * * *


([1]) المعجم الوسيط (1/11) مادة «أذن».
([2]) لسان العرب (13/9) مادة «أذن».
([3]) القاموس المحيط (1516) مادة «أذن».
([4]) أحكام القرآن لابن العربي (3/1359).
([5]) فتح القدير للشوكاني (1/117)
([6]) أدب الاستئذان (17).
([7]) التعريفات (15).
([8]) أدب الاستئذان (18)
([9]) فتح الباري (11/5).
([10]) رواه البخاري في كتاب الديات، باب من اطلع على بيت قوم ففقئوا عينه فلا دية له (12/253 فتح الباري). ومسلم في كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت الغير (14/1138 بشرح النووي).
([11]) في ظلال القرآن (6/98).
([12]) فتح القدير (4/19).
([13]) منهج سورة النور، لكامل الدقس (215).
([14]) تفسير القرآن العظيم (3/450).
([15]) الفواكه الشهية في الخطب المنبرية، للسعدي ص131.
([16]) الكشاف (3/70).
([17]) روح المعاني (18/209).
([18]) أسباب النزول للواحدي (375)، وجامع البيان من تأويل أي القرآن (18/111)، وتفسير القرآن العظيم (3/448). والجامع لأحكام القرآن (12/213).
([19]) ورجح هذا القول الشنقيطي في أضواء البيان (6/168).
([20]) ورجح هذا القول الطبري في جامع البيان (18/112)، وابن عطية في المحرر الوجيز (11/192)، والزمخشري في الكشاف (3/70).
([21]) انظر في تفسير هذه الآيات: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي.
([22]) انظر: فتح القدير (4/24)، وزاد المسير (6/29).
([23]) هو جابر بن زيد الأزدي اليحمدي أبو الشعثاء الجوفي البصري الفقيه. روى عن ابن عباس وابن عمر ومعاوية بن أبي سفيان، وروى عنه قتادة وعمرو بن دينار وأيوب السختياني، ثقة، مات سنة 93ﻫ (تهذيب التهذيب 2/38).
([24]) الناسخ والمنسوخ في كتاب الله -عز وجل- (2/549)، تحقيق د/ سليمان اللاحم.
([25]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (5/408).
([26]) تفسير الرازي (24-28).
([27]) أحكام القرآن لابن العربي (3/1397).
([28]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (5/442).
([29]) تفسير القرآن العظيم (3/486)، والدر المنثور (5/55) وأسباب النزول للواحدي (380).
([30]) تفسير القرآن العظيم (3/486)، وعبارته: «يحبون أن يواقعوا نساءهم»، والدر المنثور (5/55)، وروح المعاني (18/209).
([31]) ذكر البيضاوي والخازن في تفسيرهما أن الغلام: مدلج بن عمرو الأنصاري.
([32]) الجامع لأحكام القرآن (12/304)، وأسباب النزول للواحدي (380)، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل (2/130) ولباب التأويل في معاني التنزيل (4/415).
([33]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (5/451).
([34]) أخرجه الترمذي في كتاب الاستئذان، باب التسليم عند القيام وعند القعود (7/341)، وقال الترمذي: حديث حسن، وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب باب في السلام إذا قام من المجلس، وقال الألباني: حسن صحيح (صحيح سنن أبي داود للألباني 3/978).
([35]) تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي (7/485).
([36]) الأدب المفرد بشرحه، فضل الله الصمد (2/583).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحكام الاستئذان في السنة والقرآن ج2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحكام الاستئذان في السنة والقرآن
»  أحكام الاستئذان في السنة والقرآن ج3
»  أحكام الاستئذان في السنة والقرآن الفصل التاني
» أحكام صارمة لكبح إحتجاجات الطلاب بالجامعات المصرية..
» العسل في السنة النبوية المطهرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجوكر فيبي :: الاقسام الاسلامية :: منتدى المواضيع الإسلامية العامة-
انتقل الى: