لم يكف زياد عن طلب شراء كلب منذ أن اشترى صديقة سامي كلباً، والده ليس عنده أي مانع أن يشتري له "جرواً" صغيراً في عيد ميلادة السابع، لكن والدته قلقة بعض الشيء تجاه صحة وسلامة ونظافة زياد وأخته الصغيرة سلمى.
هل الأمهات قلقين زيادة عن اللازم، أم أن هناك فعلاً ما يدعو للقلق تجاه تربية الحيوانات في البيت؟
مخاطر صحية:
عموماً إذا ما أردتي حيواناً أليفاً في البيت، من الضروري جداً أن يكون هناك إشراف شخص بالغ في البداية حتى يصبح الحيوان فرداً من العائلة، يجب أن يكون هناك عناية خاصة بالأطفال تحت سن 5 سنوات، فالأطفال في هذا العمر عرضه أكثر لأمراض الحيونات، لملامستهم المتلازمة لنفس الأسطح التي يكون فيها الحيوان، وهم لا يغسلون أيديهم قبل وضع أي شيء في فمهم.
الحساسية
قابلية الحساسية ترجع للوراثة، لكن بعض الحيوانات مثل القطط والكلاب يفرزون مواداً مثيرة للحساسية، والتي قد تساعد أن يكون الطفل حساساً بنسبة أكبر وأقوى، إذا كان لديكِ تاريخ عائلي للحساسية، احرصي أن لا يكون هناك أي حيوان بالمنزل نهائياً قبل ولادة الطفل بعدة شهور، لأن المواد المثيرة للحساسية قد تظل في المكان لمدة طويلة.
العدوى
قد يمرض الأطفال بمجرد تعاملهم مع الحيوانات الاليفة: تتسبب القطط بمرض يصعب تشخيصة لخصائصه الغير مألوفة، لكنه يظهر كتضخم في الغدد الليمفاوية وحمى.
الكلاب والقطط قد يكونوا مرعى لبعض الديدان التي قد تنتقل للبشر، تلك الديدان لا تعيش في جسم الإنسان عادة فهم يسببون خراجات، الإلتهاب الرئوي، العمى والتشنجات وأمراض أخرى تصيب المخ.
مرض الببغائية
"Psittacosis" يأتي من الببغاوات، ويُعرف أيضاً بـ"حمى الببغاء"، فهو التهاب رئوي تتسبب فيه بكتيريا تسمى "كلاميديا" تنتقل للبشر وهم ينظفون أقفاص الطيور أو التعامل مع طائر مريض
.الزواحف
مثلها مثل القطط والكلاب تنقل "السلمونيلا" للأطفال، وتتسبب في تقلصات معوية "bloody loose motions"وحمى، ومن الصعب علاجها بالمضادات الحيوية.
العض
العض من المخاطر التي قد تحدث للأطفال عند التعامل مع الحيونات، عضة الحيوان قد تنقل داء "الكلب"، في تلك الحالة يجب أن يُنقل الطفل فوراً إلى المستشفى ليأخذ حقن داء "الكلب"، فإن لم يأخذها تصبح العواقب وخيمة، فذلك الداء يؤدي إلى الوفاة وليس له علاج.
للعض مشاكل أخرى فهناك عدوى تسمى "الباستوريلا مالتوسيدا" – "Pasteurella multocida"، ويتسبب فيها جرثوم يعيش في فم الكلاب والقطط الأصحاء، ويسبب العدوى عند العض، في أغلب الأحيان عضات الحيوانات تتسبب في إحمرار وألم وورم حول الجرح وتقيح وخراج وإحمرار الأنسجة الليمفاوية وحمى.
مخاطر صحية أخرى
الطفيليات التي تصيب الحيوانات مثل البراغيث والقراد من السهل جداً أن تصيب الأطفال، وتسبب تلك الطفيليات حكة شديدة وحساسية ، وقد تنقل هذه الحيوانات بعض الأمراض الخطيرة، لذلك فنظافة الحيوان مهمة جداًلتجنب تلك المشاكل.
لكن هل يعني ذلك ان تربية الحيوانات اﻷليفة لا تحمل سوي المشكلات الصحية للأطفال؟
بالطبع لا!
فهناك العديد من الفوائد الصحية أظهرتها الدراسات المتعددة وهي:
أن للحيونات تأثير إيجابي على الأطفال جسدياً وسلوكياً وعاطفياً، فقد لوحظ أن الأجسام المضادة ترتفع مستوياتها عند الأطفال المالكين لحيوانات عن الأطفال الأخرين.. ممايقوي أجهزتهم المناعية، تلك الملحوظات تؤيد نظرية "النظافة القليلة"، التي تقول: إن النظافة الزائدة في الصغر قد تؤدي لضعف جهاز المناعة فيما بعد.
تساعد الحيوانات الأليفة الطفل الوحيد على أن يكون له صحبة، الحيوانات الأليفة تعرف الأطفال التعامل مع المشاكل الصحية لأنهم يذهبون للطبيب البيطري ويتعرفوا على تطعيمات وأدوية الحيوان.
وجود حيوان في البيت لا يجعل من التليفزيون والألعاب الإلكترونية شاغلي الوقت الوحيدين، خاصة إذا كان الطفل يتدخل في روتين الحيوان اليومي مثل تمشيته وإطعامه، ويعلم الأطفال أيضاً كيف يلعبون مع الحيوان ويرفقون به -مفهوم الرحمة والمساعدة-.
اهتمام طفلك ورعايته بحيوانه الأليف ينمي شخصية الطفل، فيجعل منه إنساناً عطوفاً صبوراً ويتمتع بحزم مطلوب، سيكون متحملاً للمسئولية لأنه تحملها في سن مبكرة إذا ما كنتِ تحمليه مسئولية بعض أمور الحيوان.
سيعلم الحيوان طفلك بعض المهارات الغير لفظية في التواصل والتعاطف، سيغدق الحيوان على طفلك حباً غير مشروطاً، فدائما ما سيأتي طفلك واجداً حيوانه في انتظاره ليلعب ويمرح معه، بعض الأحيان يقوم الحيوان بمحاولات لإسعاد وراحة الإنسان، ويكون الحيوان الراحة من مشاكل التعامل مع البشر عند الأطفال.
المحافظة على صحة الكل
إليكِ بعض النصائح لتحافظي على صحة عائلتك وحيوانك الأليف:
علمي أولادك أن يغسلوا أيديهم بعد لمس أكل الحيوان.
لا تجعلي مكان أكل الحيوان في المطبخ أو في أماكن الأكل عامة.
إذا ما شعرتي أن حيوانك مريض، خذيه مباشرة للطبيب للاعتناء به.
تجنبي البراغيث والقراد، فهناك منتجات لمحاربتهم تحتوى على مبيدات من الفوسفات العضوي، عوضاً عن ذلك اغسلي الحيوان وسرحيه، أو استخدمي موانع نمو الحشرات الغير سامة للإنسان.
الأطفال تحت سن الخمس سنوات يجب أن يكونوا تحت ملاحظة البالغين عند التعامل مع الحيوانات.
ممنوع للأطفال منعاً باتاً أن يقوموا بتقبيل الحيوان أو وضع أيديهم أو أي شيء في فمهم بعد التعامل مع الحيونات.