على الرغم من أن الآم البطن عند الأطفال من الشكاوى المتكررة - وهي السبب وراء ما يقارب الـ7% من زيارات الأطباء أو وحدات الطوارئ- إلا أنها نادراً ما تكون مدعاة للقلق الحقيقي وفي أغلب الأحيان تكون آلام البطن ناتجة عن حالة بسيطة كالإنفلونزا وتختفي خلال يومين.
وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة إنديانا أن واحداً أو اثنين فقط من كل مائة طفل يعانون من مشاكل خطيرة تتطلب علاجاً أو جراحة محددة، فإليكِ مؤشرات الآم البطن الخطرة التي تستدعي القلق:
- ألم البطن مع ارتفاع الحرارة.
- القيء، وخاصة إذا كان لونه بنياً أو أخضراً أو أصفراً أو كان يحتوي على الدم.
- انتفاخ البطن وتصلّبه وانتفاخه بصورة بارزة بشكلٍ أكثر من المعتاد بالنسبة لطفلك.
- الشعور بالألم أثناء التبول.
- الدم أو التقيح في البول أو البول البني الداكن والدم أو التقيح في البراز، فإذا لاحظتِ وجود أحد هذه الأعراض، نبهي الطبيب إلى وجودها فوراً.
وقد تشير بعض المؤشرات المتكررة لآلام البطن، خاصةً إذا كانت توقظ الطفل ليلاً وتتزامن مع فقدان الوزن، إلى وجود التهاب أو عدوى مزمنة في الأمعاء، أما الشكاوى المتكررة التي تظهر فقط عند وجود ضغوط نفسية (مثل الذهاب إلى مدرسة أو حضانة جديدة أو الذهاب في رحلة) والتي لا تصاحبها أية أعراض أخرى، فهي وسيلة للتعبير عن التوتر وفي هذه الحالة يجب دراسة حالة الطفل ومشكلته، لا البحث عن حل لآلام بطنه.
وعن أسباب الأم البطن عند الأطفال، فهناك أسباب غير معتادة ولا يمكن التخلص منها دون زيارة الطبيب وأخرى تحتاج لعلاجات، ومع ذلك فإن شدة الألم ليست بالضرورة أن تكون مصاحبةً لسببٍ ذو أهمية، فقد يتسبب بعض الغاز المحتجز داخل إحدى حلقات الأمعاء في صراخ الطفل فجأةً ودون توقف، لدرجة أنه قد يتلوى على الأرض، ولكن دون وجود حمى أو قيء، وقد يتعافى بمجرد أخذ حمام دافئ وأن يسترخي ولكن عندما يشعر الطفل بألمٍ متزايدٍ على مدى عدة ساعات، لدرجة أنه لا يستطيع أن يقف مستوياً أو يترككِ تلمسين بطنه أو يتحرك، فإن ذلك كله قد يشير إلى مشكلة خطيرة.
ومن هذه الأسباب غير المعتادة لآلام البطن والتي تتطلب زيارة الطبيب، مايلي:
- الحساسية الغذائية وخصوصاً حساسية اللاكتوز وتظهر في أي عمر، ويكون لها غالباً تاريخاً عائلياً من المشاكل في هضم الحليب، فإذا كنتِ تشكّين بأن هذه هي مشكلة طفلك، امنعي عنه الحليب ومنتجاته (أو أية أطعمة تعتقدين بأنها سبب الحالة) لمدة أسبوع، فإذا اختفت الأعراض، اجعليه يتناول الحليب ومنتجاته مرةً أخرى، وإذا ظهرت الأعراض ثانيةً مع تناول الحليب، تحدثي مع طبيبك حول تعديل النظام الغذائي لطفلك لمنع الحليب مع إضافة الكالسيوم اللازم.
- وقد تكون مادة سوربيتول سبباً في إحداث الآم البطن، وهي تستخدم في التحلية الصناعية للعلكة والمشروبات الغازية الخالية من السكر.
- ومما قد يبدو لكِ غريباً أن التهاب الحلق قد لا يكون مصحوباً بالآم الحلق، بل بالحمى والآم البطن، وقد شُخّصت الكثير من حالات أطفال كان يعتقد بأنهم يعانون من التهاب الزائدة الدودية، إلاّ أنها شُخصت كحالات التهاب في الحلق! كما أن التهابات البول والالتهاب الرئوية قد تتسبب أحياناً بآلام البطن، ولذا يفحص أطباء الأطفال عينات البول والأشعة السينية على الصدر، في حال عدم اقتناعهم بأن سبب الآلام يكمن في البطن.
وأخيراً، ثقي بحدسك وإذا شعرتِ أن طفلكِ مريض بالفعل، قومي بإبلاغ طبيبك، حتى وإن لم يكن هناك شيء معين تستطيعين وضع إصبعك عليه.