في كل عام نبدا بالتخطيط لانقاص الوزن والبقاء نحيفين الى الابد، ولكن....
اسالوا انفسكم بصراحة: "الا اكون في كل عام بنفس الوضع؟ الا اعد في كل عام ان اصل هذا العام الى الوزن المثالي وابقى فيه الى الابد. وان اعود لاستخدام جهاز المشي الذي نسي وظيفته التي خلق لاجلها منذ زمن؟ ولكن بدلا من خسارة الوزن، اضيف في كل عام عدة كيلوجرامات الى وزني السابق؟".
امامكم عشر نصائح تساعدكم على وقف زيادة الوزن، وبلوغ الوزن الامثل، ومن ثم الحفاظ عليه لمدة طويلة:
التوقيت: افحصوا التوقيت الصحيح لبدء عملية انقاص الوزن. من اجل النجاح في عملية انقاص الوزن، يجب فحص ما اذا كان الوقت مناسبا للمباشرة بهذه المهمة ام لا. واسالوا انفسكم: هل لدي ما يكفي من الطاقة؟ هل انا على استعداد لتخصيص الوقت والتفكير اللازمين لتنفيذ المهمة؟ هل انا هادئ ومطمئن الان ومتحرر من ضغوط البيت والعمل التي قد تعرقل برامجي وتمنعني من تخصيص الوقت والطاقة للنجاح في هذه المهمة؟ تتعلق غالبية احتمالات النجاح في هذه المهمة، بالاساس، بكونكم متفرغين للقيام باجراء هذه التغييرات على نمط حياتكم.
اختيار البرنامج: في حال قررتم انقاص وزنكم، عليكم اختيار برنامج اثبتت نجاعته ونجاحه علميا، وتنفيذه تحت اشراف وتوجيه اشخاص مهنيين. تعتبر زيادة الوزن والسمنة من المشاكل الصحية المزمنة، ذات المضاعفات الصحية الخطيرة. لذلك فانها تستدعي علاجا ومتابعة طبية كاي مشكلة طبية اخرى (فرط ضغط الدم، ارتفاع نسبة الدهنيات في الدم). كما يجب الانتباه لكون التغذية التي تستهلكونها متوازنة. اذ من غير الوراد ان يسبب نظام التغذية الذي تتبعونه اي نقص غذائي تعانون منه مستقبلا.
المواظبة على المراقبة: هل يتضمن البرنامج الذي تتبعونه متابعة متواصلة ثابتة على مدى عدة سنوات؟ هنالك ما لا يحصى من الطرق الممكن اتباعها لانقاص الوزن، لكن الصعوبة الحقيقية تكمن في الحفاظ على الانجاز. تعتبر عودة ازدياد الوزن مشكلة مزمنة تستوجب المتابعة المتواصلة والمثابرة على مدار مدة زمنية طويلة، كاي مشكلة طبية مزمنة اخرى. بشكل عام، يساهم الالتزام بالاطار المحدد والرقابة المتواصلة، بدرجة كبيرة، في الحفاظ على الوزن.
علاج مهني متعدد المجالات: تشير الكثير من الابحاث التي نشرت في الصحف المتخصصة الى ان الاشخاص الذين ينجحون في انقاص وزنهم وتحسين صحتهم وجودة حياتهم لفترة زمنية، اتبعوا طرق العلاج التي تشمل: توجيها مهنيا للتغذية السليمة، نشاطا بدنيا مناسبا، تغييرا سلوكيا تدريجيا ومتواصلا، وعلاجا طبيا تقليديا وفقا للوضع الصحي. يزيد هذا العلاج من نسبة خفض الوزن، ويحسن الوضع الصحي (يساعد في موازنة ضغط الدم، الدهنيات في الدم، السكر في الدم). بشكل عام، ينجح الاشخاص الذين انقصوا وزنهم باتباع مثل هذا الدمج العلاجي، بالحفاظ على وزن سليم لمدة زمنية اطول، مقارنة بالاشخاص الذين انقصوا من وزنهم باتباع النظام الغذائي فحسب.
تحديد الاهداف: تكمن المشكلة الرئيسية في القسم الاكبر من قرارات انقاص الوزن - وهي قرارات عامة- في كونها غير محددة الاهداف. كما تكون في كثير من الاحول، غير عملية. يجب تحديد الاهداف للمدى القريب والمدى البعيد منذ بداية الطريق. يجب الا تقتصر الاهداف على تحديد الوزن المرغوب الوصول اليه، وانما تحديد الوسائل التي سيتم اتباعها من اجل بلوغ هذا الوزن. ان قولنا "ساباشر الاسبوع المقبل بممارسة النشاط الرياضي" هو هدف عام جدا، وغير قابل للقياس. من المفضل تحديد نوع النشاط المنوي ممارسته، وكذلك مكان القيام به والمدة الزمنية المخصصة لهذا النشاط. بمعنى ان نقول: "سامارس المشي في الحديقة لمدة 20 دقيقة في ايام الاحد، الثلاثاء والخميس". مثال اخر لهدف محدد يمكن ان يكون: "اكل ثلاث وجبات يوميا في ساعات ثابتة، ابتداء من تاريخ معين".
موعد بلوغ الهدف: يكمن الفرق الاساسي بين الغاية والامنية، في ان للغاية موعد محدد لبلوغها، اما الامنية فلا. من المهم تحديد موعد نهائي لبلوغ الهدف، وكذلك مواعيد مرحلية وسطى تستعمل كعلامات على الطريق قبل الوصول الى نقطة الهدف. الغاية "الواقعية" الموصى بتحديدها على المدى البعيد هي فقدان حوالي 10% من الوزن الابتدائي خلال نصف عام من بدء المهمة. يجب ان تتراوح وتيرة فقدان الوزن بين نصف كيلوجرام حتى كيلوجرام واحد اسبوعيا، مع مراقبة اسبوعية للوزن.
رقابة المهمة: من المحبذ تحديد موعد يومي، واخر اسبوعي من اجل فحص ما اذا كنتم قد نفذتم كل المهام التي وضعتموها لانفسكم هذا الاسبوع. اليوم، مع نمط الحياة المليء بالمشاغل، يتعين علينا ايجاد الوقت والتخطيط للوجبات الصحية وللنشاط الرياضي خلال ساعات اليوم. هذه المهمات صعبة، ولكن يجب وضعها كاولوية قصوى، كما يجب تخصيص الوقت الكافي لها في برنامجنا الاسبوعي. فكما انك تخطط للقاءاتك، يجب عليك تخصيص وقت للقاء اهم انسان في حياتك، الا وهو انت. خصصوا لانفسكم وقتا في دفتر يومياتكم من اجل تخطيط برنامج الوجبات والنشاطات البدنية، واهتموا بتنفيذها.
فحص الصعوبات والعوائق: بشكل عام، عند اجراء اي تغيير في الحياة، علينا التعامل مع الصعوبات التي تواجهنا على الطريق. الصعوبات موجودة ايضا في عملية الاهتمام بالوزن. من المحبذ فحص ماهية الصعوبات مسبقا، وكذلك اسباب الفشل في اتباع الانظمة الغذائية في السابق. من المرجح ان تواجوا ذات العوائق هذه المرة ايضا. عندما تقومون بتسجيل كل الصعوبات والعوائق التي واجهتموها في المحاولات السابقة لانقاص الوزن، سيزداد انتباهكم، وستحاولون ايجاد طرق جديدة لحل هذه المشاكل.
اكتساب مهارات جديدة: ان تحقيق الاهداف في الحياة، كثيرا ما يستوجب تعلم مهارات جديدة، واتقانها جيدا لاجل بلوغ الهدف. لكن ان اردتم امثله لبعض المهارات التي عليكم اكتسابها من اجل الحفاظ على وزن سليم، فاليكم هذه المجموعة: علينا معرفة ما هي التغذية السليمة، كيف نحسن جودة الغذاء، وكيف نستهلك قدرا اقل من السعرات الحرارية الميتة (سعرات حرارية دون قيمة غذائية)، وكذلك قدرا اقل من السعرات الحرارية المضغوطة (food density)- وجبة صغيرة الحجم تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، كالجوز مثلا. كذلك يجب عليكم التنويع في تناول الطعام، والاكل ببطء. كما لا بد من التمييز بين الاحساس الفزيولوجي بالجوع، والجوع الناتج عن اسباب اخرى، والاهم من كل ذلك، طبعا، التصرف بناء على هذه المعرفة. نوصيكم بمعرفة انواع الاغذية التي يفضل اكلها خارج البيت، والتعامل جيدا مع ضغط الاخرين عليكم لتتناولوا المزيد من الطعام، وفوق هذه وتلك، الحذر من كل قضية التنويع بتناول الاطعمة خلال نهاية الاسبوع.
10-العلاج الذهني: يبدا فقدان الوزن الصحي دائما من الراس. على اي برنامج لخفض الوزن ان يرتكز على الدمج بين التوجيه لاجراء تغييرات خارجية على نمط الحياة - مثل طريقة الاكل، النشاط الجسماني- وبين التوجيه لاجراء التغييرات الداخلية، مثل- تغيير التفكير والتوجه للاكل، وتبني عادات حياتية صحية.