العقل السليم في الجسم السليم، حكمة للأسف نتجاهلها ونهتم بالدراسة والمذاكرة على حسابها. لم نهتم في مجتمعنا - معظمه - بالرياضة فجاء جيل أغلبه غير رياضي (أنا واحدة من هذا الجيل) بسبب إهمال المدرسة وعدم اهتمام البيت بالرياضة.
جيلنا مختلف
من حسن حظ أبناءنا أن الكثير من أمهات هذا الجيل بدأن بالشعور بأهمية الرياضة لأبنائهن وإشراكهم في الأنشطة الرياضية بالنوادي حتي قبل دخول المدارس، ولكن لا يجب أن تنتظري ٣ سنوات لتبدأي في تقوية جسد طفلك بل يمكنك البدء في تمارين بسيطة في السنة الأولي لتطوير حركته البدنية.
طبعاً المبالغة مضرة. فلا تضعي طفلك الرضيع على الكراسي الهزازة والعربات المتحركة طوال الوقت وفي نفس الوقت لا تبالغي بإرهاق عضلاته الصغيرة و تُحمليه ما لا يطيق فيصبح متعَبًا.
تمارين الرضع
يهتم بعض الأهالي بالتعليم والتطوير العقلي للأطفال ويهملوا الجانب البدني، تجد الأم منهمكة في تعليم طفلها الرضيع الأسماء أو الألعاب العقلية (مثل لعبة الاستغماية "بخ")، تخصيص بعض الوقت للألعاب الحركية له نفس أهمية الألعاب العقلية. في هذه المرحلة العمرية الصغيرة قضاء ١٥ دقيقة يومياً في بعض التمارين الحركية البسيطة مثل:
تحريك رجليّ المولود علي شكل عجلة برفق.
شد المولود بلطف من وضع النوم إلي وضع الجلوس (أو إلي وضع الوقوف إذا كان مستعداً)
رفع ذراعيه لأعلي فوق رأسه في حركة متكررة
رفعه في الهواء من عند الوسط ليحرك ذراعيه و رجليّه، وهذه بلا منازع لعبتهم المفضلة.
نصائح لأداء جلسة تمارين مثالية:
أضيفي بعض المرح أضيفي بعض المرح لهذه التمارين فهي ليست تمارين أولمبياد تحتاج إلي الجدية. اشعري طفلك بالسعادة تجاه هذه الجلسة الرياضية، كلميه وأوصفي ما تفعليه بشكل وحركات مضحكة ويمكنك الغناء بإيقاع بسيط أغاني مرتجلة وقصيرة يربط بها الطفل بين الأغنية والحركة البدنية.
لا تجبري ابنك علي هذه الجلسات الرياضية إن أبدا الاهتمام بشيء أخر ( لعبة أخري، وجبة، رغبة في النوم) ومتى شعرتي أنه مل الجلسة وأظهر عدم اهتمام أوعصبية توقفي.
التغذية السليمة تشحن جسم طفلك بالطاقة اللازمة لهذا النشاط والاستمتاع به، بمجرد سماح الطبيب المتابع للطعام الصلب للرضيع يمكنك إلقاء نظرة على وصفات سوبرماما الصحية للتغذية السليمة للرضع.
لا تقيدي حركته طوال الوقت في حمّالة أو كرسي أطفال، يجب عليك السماح له بالحركة واكتشاف حدود وقدرات جسمه، حتى الطفل الذي لم يحبو بعد القليل من الحرية علي أرضية الغرفة أو سرير كبير (مع متابعة مستمرة) مفيدة جداً لتطور حركته، وضعه علي ظهره يجعله يحاول أن يدور ويتقلب علي جنبيه ووضعه علي بطنه يساعده علي الحركة البسيطة واكتشاف إمكانية استخدام ذراعيه ورجليه ورفع مؤخرته لأعلي في محاولات للزحف، كل هذه الأنشطة هي تمارين طبيعية بجسمه الصغير من المستحيل حدوثها إذا كان طوال الوقت مقيد الحركة في الكراسي والأجهزة.