ليس المقصود من دعوة الرسل مجرد التلفظ بكلمة التوحيد فحسب، بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون نافعة عند الله سبحانه، وذكر العلماء من شروطها ما يلي:
1- العلم بمعناها، قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا اللَّه).
2- اليقين، فلا يقع في قلب قائلها شك فيها أو في ما تضمنته، قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا).
3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار، (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا).و قال الله في من استكبر (إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ، إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ).
4- الانقياد لما دلت عليه، بمعنى أن يكون العبد مستسلماً بما أمره الله به، مجتنباً لما نهاه الله عنه، قال تعالى (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأمور).
5- الصدق، ومعناه أن يقولها صادقا من قلبه، يوافق قلبه لسانه، قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخر وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ).
6- الإخلاص، وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة، قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
7- المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها ، وبغض من ناقضها ،قال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ).