التوفيق والخذلان
التوفيق : لفظٌ شرعي جاء في النصوص كما في قوله
{ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود:88]
ويقابله الخذلان والتوفيق والخذلان متصلان بالقَدَرْ اتصالاً وثيقاً..
معنى التوفيق والخذلان:
التوفيق: هو إعانَةٌ خاصة من الله للعبد بها يَضعُفُ أثر النفس والشيطان وتقوى الرغبة في الطاعة، وإلا فالعبد لو وُكِلَ إلى نفسه لغلبته نفسه الأمّارة بالسوء والشيطان....
وهذا يُحِس به المرء من نفسه فإنَّه يرى أنَّ هناك قدراً زائداً من الإعانة على الخير زَائِدْ على اختياره، فهو يختار ويتوجه لكن يُحِس أنَّ هناك مدداً مَدَّهُ الله يُقَويه على الخير فيما يتّجه إليه من الخير.
وهذا ليس لنفسه وليس من قدرته وقوته ولكن هذه إعانة خاصة.
ولهذا فإنَّ العبد المؤمن يرى أنّه لا شيءَ من الطاعات حَصَّلَهَا إلا والله وَفقهُ إليها، يعني مَنَحَهُ إعانةً على تحصيلها وعدم الاستسلام للنّفس وللشيطان.
فالتوفيق فيه معنى الهداية والإعانة الخاصة، ويقابله الخذلان.
الخذلان: هو سلب العبد الإعانة التي تُقَوِّيْهْ على نفسه والشيطان.
(نعوذ بالله من الخذلان) يعني نعوذ بالله من أن نُسلبَ الإعانة على أنفسنا
وعلى كيد الشيطان.
يعني إِقدَارُ الله العبد على الطاعة هذا توفيق
وعدم إِقْدَارُ الله العبد على الطاعة هذا خذلان.
أنَّ معرفة العبد المؤمن بحقيقة هذه الكلمة ومعنى توفيق الله ومعنى الخذلان يُوجِبُ له أن ينطَرِحَ دائماً بين يدي ربه متبرئاً من نفسه ومن حولها وقوتها ومن أن لا يكله الله إلى نفسه طرفة عين....