قصيــدة عن الوالدين...
الحمـــد لله ربـــــاً زانَ خـَـلقـهـمـــا...........ثـــم الصـــلاةُ عــلى نســــل لعدنــــان
فــالله بـَـيَّن في الإســـراء فضلهـُـما...........و زادَ ذِكــرَهُـما فــــي قـَــول لقمــــان
فكـم و قفت طويلاً عنــد بابـهـِـمـــا...........و كـم رميت على الأكتــافِ أحــــزاني
و كم رجوت بجوف الليل عفوهمـا............و كم تمــــنيـت لو كــــف تغـشــَّـــاني
و كم قطفـت زهـوراً من جنانهـما...........و كـم زرعت أزاهيـــــــراً ببســــتاني
الحسن حسنهما و الطيب طيبهمـــا...........و القـــلب قلبهـــما بالـــــودِّ ربانـــــــي
كم نجمةٌ سطعت نوراً بليـــلـــهمــا...........وغادرتني و شــــوق البعـــد أبكــــاني
و البـدر و سط نجومي تاه بعـدهما........... كســائر في فجـــــاج بين كــثـــــبــــان
و القلب يسلك دون الخلـق دربهـما...........و العمر غرتــــــه في شهــــر شعبـــان
هذان من ليس بعد الله غيـرهمـــــا...........يرجى رضـــــــــاه و لا يعصى ببهتـان
فلا تقل لهمــــا قـولاً يـَســُـوؤهـُـما...........و اخفض جناحــَــك مــن ذلٍ و عرفـان
ان جاهداك على شرك فقــل لهمــا...........خيـــراً و لا طــــاعة تـأتي بعصيــــان
و اطلب من الله ان يـرأف بحالهما...........و أن يزيـــد عطــــاءاً دون نقصــــــان
و ان يقود الى الاســــلام قلبهــمــا............وان يكـــافئ في جـــــود و إحســـــان
رباه فــافتـــح لهــم بيـتــا يظلهمـــا...........في جنة الخــلــــد في روح و ريحـــان
مالي بعيــدك يـاربــــي و لا لهمــا............حـول و لا صاحــب بالخيـر يرعـاني
فـقد أقامـــــا بقلـبــي باب بيتهــمــا............و أودعــا الـــنوم أمنـــا فوق اجفــانـي
فمن يجود بخير مثـل خيـرهــمـــا...........كنبـــعة سكنـــت في صـــدر ضمــــآن
أمشي وكم أقتفــي اثار مشيــهـــما ..........علـــي أفــــوز باحســــان و رضـــوان
لا خير في اذا لـم أجــز خيرهمــــا........... و أن يكون رضا الرحمـــن ميزانـــي
و ان حييت الى أن بـــان شيـبهـمـا...........و لم أنــل جنة مــن طيـــب إحســــــان
وإن أضعت طريقي في جحودهـما........... فلن يـُشـَفـَّـعَ بــي صومــي و قرآنــي
فأســتعــيذ بــربـي مــن عقـوقـهـما...........أو أن أبـــوء بـــإســـراف و خـــــذلان
الله كم هملت عينــــاي دمعــهمـــــا...........و شبـت بعدهـمــا و انهــد بنيــــــانـي
و ما سعدت بعيش بعـد عيشـهمــــا...........و كــان حضنهـــــما بيت لأحضـــانـي
الطير كم صدحت شوقا لصوتهمــا........... و ظـــل يهمس فـي شــــوق بآذانــــي
و النورحاك على العينين وجههـمـا........... و البـعـــد أتعبنــي و الشوق أعيــــاني
رباه كم عصفت في القلب ريحهـما............و كــــم تدافـــــع أوراق بأغصــــــــان
و كم تمنــيت لو عــيــش بقربهــــا...........ياخـيـــر من سكــنـوا قلبي و أوطــانـي
فصل أخاً لهمـا و صاحبـــاً لهـمـــا...........و احفظ صنيعهـــما ما بيــن جيــــــران
هذي حروفي بعض من صنيعهما...........إن غاب حُبهما قد غـَـاب إيمـــانــــــــي
فـإن أردت رضـاً فلتــُرض قـلبهما..........من قبل أن تـتـرك الــدنـيا بأكـــــفــــــان -