إذا كان بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم لا يضم سوى لاعب وطني واحد فقط في تشكيلته الأساسية، فما الذي يمكن أن يفعله منتخب الأسود الثلاثة في كأس العالم؟.
هذا هو الواقع الذي اضطر المدرب روي هودجسون للتعامل معه في مونديال البرازيل، لأن مانشستر سيتي الذي تُوّج ببطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم، لا يضم سوى لاعب إنجليزي أساسي واحد فقط، وهو الحارس جو هارت، أما بقية التشكيل الأساسي فهو من اللاعبين الأجانب.
ومن المفارقات أيضاً أن وداع انجلترا لكأس العالم جاء عن طريق المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز، مهاجم ليفربول، وصيف بطل الدوري الإنجليزي، وهداف البطولة برصيد 31 هدفاً، حيث أحرز سواريز هدفي منتخب أوروجواي في مرمى الإنجليز في المباراة التي فاز فيها الأول 2-1، وتسبب في الإطاحة بانجلترا من الدور الأول للبطولة، خاصة بعد فوز كوستاريكا على ايطاليا بهدف نظيف.
في هذا السياق تتكشف المعضلة التي واجهها مدرب انجلترا هودجسون، أو أي مدرب آخر سيأتي بعده في تولي مسئولية منتخب الأسود الثلاثة.
فكبار الدوري الإنجليزي، السيتي والريدز وتشيلسي وآرسنال، إضافة إلى مانشستر يونايتد، يعتمدون بشكل كبير على المحترفين الأجانب، ورغم أن الريدز مثلاً يضم بين صفوفه المهاجمين الشابين رحيم ستيرلنج ودانييل ستوريدج، والأخير ثاني هدافي الدوري بـ 22 هدفاً، إلا أن ورقة الريدز الحاسمة تتمثل في سواريز، أما تشيلسي، ثالث الدوري، فإنه لا يعتمد على اللاعبين الإنجليز باستثناء المدافع جاري كاهيل، ولاعب الوسط المخضرم فرانك لامبارد، بخلاف جون تيري المعتزل دولياً.
تنطبق تلك الظاهرة على أندية أخرى مثل أرسنال والمانيو وايفرتون، فكل هذه الأندية تعتمد هجومياً بشكل خاص على الأجانب، حيث يعتمد الجنرز على الفرنسي أوليفيه جيرو، ومانشستر يونايتد على الهولندي روبن فان بيرسي، وايفرتون على البلجيكي المعار من البلوز لوكاكو.
تبدو الأزمة مستعصية على الحل، لأن أندية الدوري الإنجليزي يهمها الفوز بغض النظر عن دور اللاعبين الإنجليز في تحقيق الانتصارات سواء كانت محلية أو أوروبية. كما أن هناك عامل آخر يقوّض فرص انجلترا في المنافسة عالمياً، وهو أن اللاعب الإنجليزي ليس مطلوباً في الدوريات الأوروبية الأخرى، فآخر عهد اللاعبين الإنجليز خارج ملاعب المملكة المتحدة كان ديفيد بيكهام لاعب ريال مدريد الإسباني، وميلان الإيطالي سابقاً.
ستظل تلك الأزمة تضرب الأحلام الإنجليزية عالمياً، فالأسود الثلاثة، أو مخترعو كرة القدم، لا يملكون سوى لقب واحد فقط هو كأس العالم 1966، ويبدو أن ظاهرة اللاعبين الأجانب المنتشرين في البرمييرليج ستستمر في ضرب تلك الأحلام وتحويلها إلى كوابيس على الجماهير الإنجليزية.