انتقد الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز جنوح بعض منافسيه في الانتخابات الرئاسية المقررة السبت المقبل إلى ما سماها "الخطابات العنصرية والفئوية التي تهدد وحدة المجتمع وكيان الدولة".
وقال ولد عبد العزيز ردا على سؤال للجزيرة نت خلال مؤتمر صحفي فجر اليوم بمدينة اكجوجت (250 كيلومترا شمال العاصمة نواكشوط) إنه لوحظ خلال الحملة "استخدام خطاب عنصري وفئوي من قبل أشخاص يتاجرون بالقضايا الوطنية لتغطية فشلهم السياسي".
واعتبر ولد عبد العزيز أن "دوافع هؤلاء منفعية وهدفهم من استخدام هذا الخطاب هو الحصول على مناصب في الدولة أو منافع من السلطة، ولا يحملون أي هم وطني، ولا يدافعون عن أي مصلحة عامة".
وأضاف أن "بعض هؤلاء كان مقربا من الأنظمة السابقة وحصل على منافع منها، وحين فقد هذه المنافع بدأ يحاول استقطاب بعض المواطنين بالأكاذيب والمغالطات، واستخدام خطاب يهدد الوحدة الوطنية ويسعى لتمزيق المجتمع، لكن الشعب الموريتاني يعرفهم ويدرك أهدافهم ولن يتأثر بخطابهم".
وقال ولد عبد العزيز إن "القوانين الموريتانية تجرم هذا النوع من الأفعال وتعاقب عليه، وحين يتجاوز الحد سيتم التصدي له بالقانون، ومن خلال العدالة".
ويعتبر هذا أول رد فعل بهذه الحدة والصراحة من قبل الرئيس المنتهية ولايته على مضامين خطابات المترشحين إبراهيما مختار صار وبيرام ولد الداه ولد اعبيد، الذي وصف أكثر من مرة بالعنصرية من طرف جهات رسمية وشعبية.
وركز خطاب مختار صار -في أكثر من محطة- على الحديث عما يسميه "الغبن الذي يعانيه الأفارقة السود" بموريتانيا، واتهم النظام بمنعهم من الحصول على وثائقهم المدنية، وممارسة التمييز ضدهم في بعض القطاعات من بينها القضاء، والجيش وقوات الأمن.
وطالب في بعض مهرجاناته بتغيير "الشريحة الحاكمة"، معتبرا أن "الدولة تحكمها منذ استقلالها شريحة واحدة مما يؤكد وجود عنصرية تامة في البلاد".
أما بيرام فقد تركز خطابه على اتهام شريحة "البظان" (العرب) بالاستعباد، واتهم الحكومة بحماية ممارسي الرق، والتغاضي عنهم من طرف الأجهزة الأمنية وجهاز القضاء.
وقد أثار هذا الخطاب حفيظة قطاعات واسعة في المجتمع الموريتاني، وطالبت بمواجهته فكريا وسياسيا وقانونيا، معتبرة أنه يهدد الشعب الموريتاني بكل شرائحه ومكوناته، حسب تعبير بعض خطباء الجمعة خلال الأسبوع الماضي.
المصدر : الجزيرة