منتديات الجوكر فيبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  قصيدة الجسر لمحمود درويش

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Ziad
صاحب الموقع
صاحب الموقع
Ziad


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
عدد المساهمات : 3267
نقآط التميز| : 9661
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 19/05/2014
العمر : 44

 قصيدة الجسر لمحمود درويش	 Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة الجسر لمحمود درويش     قصيدة الجسر لمحمود درويش	 I_icon_minitimeالخميس يونيو 19, 2014 8:29 am

مشياً على الأقدامِ، 







أو زحفاً على الأيدي نعودُ 







قالوا.. 







وكانَ الصخرُ يضمرُ 







والمساءُ يداً تقودُ.. 







لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ 







دمٌ، ومصيدةٌ، وبيدُ 







كلُّ القوافلِ قبلهم غاصتْ، 







وكانَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ 







قطعاً من اللحمِ المفتتِ، 







في وجوهِ العائدين 







كانوا ثلاثةً عائدين: 







شيخٌ، وابنتهُ، وجنديٌّ قديم 







يقفونَ عند الجسرِ.. 







(كان الجسرُ نعساناً، وكانَ الليلُ قبعةًَ. 







وبعدَ دقائقَ يصلون. هل في البيتِ ماء؟ 







وتحسّسَ المفتاحَ ثم تلا من القرآنِ آية...) 







قالَ الشيخُ منتعشاً: وكم من منزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى 







قالتْ: ولكنَّ المنازلَ يا أبي أطلالُ ! 







فأجابَ: تبنيها يدانِ.. 







ولم يتمَّ حديثهُ، إذ صاحَ صوتٌ في الطريق: تعالوا ! 







وتلتهُ صقطقةُ البنادق.. 







لن يمرَّ العائدون 







حرسُ الحدودِ مرابطٌ 







يحمي الحدودَ من الحنين 







(أمرٌ بإطلاقِ الرصاص على الذي يجتاز هذا الجسر 







هذا الجسرُ مقصلةُ الذي رفضَ التسوّلَ تحتَ ظلِّ وكالةِ الغوثِ الجديدهْ. 







والموتَ بالمجّانِ تحتَ الذلِّ والأمطار، من يرفضه يُقتلُ عندَ هذا الجسرْ. 







هذا الجسرْ مقصلةُ الذي ما زالَ يحلُمُ بالوطن). 







الطلقةُ الأولى أزاحتْ عن جبينِ الليلِ 







قبعةَ الظلام 







والطلقةُ الأخرى.. 







أصابتْ قلبَ جنديٍّ قديم 







والشيخُ يأخذُ كفَّ ابنتهِ ويتلو 







همساً من القرآنِ سورهْ 







وبلهجةٍ كالحلمِ قال: 







- عينا حبيبتيَ الصغيرهْ 







ليَ، يا جنود، ووجهها القمحيُّ لي 







لا تقتلوها، واقتلوني 







(كانت مياهُ النهرِ أغزر.. 







فالذينَ رفضوا هناكَ الموتَ بالمجّان أعطوا النهرَ لوناً آخراً. 







والجسرُ، حينَ يصيرُ تمثالاً، سيُصبغُ – دونَ ريبٍ- 







بالظهيرةِ والدماءِ وخضرةِ الموتِ المفاجئ). 







... وبرغمِ أنَّ القتلَ كانَ كالتدخين.. 







لكنَّ الجنودَ "الطيّبين"، 







الطالعينَ على فهارسِ دفترٍ.. 







قذفتهُ أمعاءُ السنين، 







لم يقتلوا الاثنين.. 







كانَ الشيخُ يسقطُ في مياهِ النهرِ 







والبنتُ التي صارتْ يتيمهْ 







كانتْ ممزّقةَ الثياب، 







وطارَ عطرُ الياسمين 







على صدرها العاري الذي 







ملأتهُ رائحةُ الجريمهْ 







والصمتُ خيّمَ مرّةً أخرى، 







وعادَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ 







قطعاً من اللحمِ المفتت 

.. في وجوهِ العائدين 

لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ 

دمٌ ومصيدةٌ. ولم يعرفْ أحد 

شيئاً عن النهرِ الذي 

يمتصُّ لحمَ النازحين 

(والجسرُ يكبرُ كلَّ يومٍ كالطريقْ، 

وهجرةُ الدمِ في مياهِ النهرِ تنحتُ من حصى الوادي 

تماثيلاً لها لونُ النجوم، ولسعةُ الذكرى، 

وطعمُ الحبِّ حينَ يصيرُ أكثرَ من عبادة). 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jokervb.0wn0.com
شبح المنتديات
عضو مجتهد
عضو مجتهد
شبح المنتديات


عدد المساهمات : 82
نقآط التميز| : 95
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 18/06/2014

 قصيدة الجسر لمحمود درويش	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة الجسر لمحمود درويش     قصيدة الجسر لمحمود درويش	 I_icon_minitimeالخميس يونيو 19, 2014 10:26 am

يسلموووووووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصيدة الجسر لمحمود درويش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قصيدة محمد للراحل محمود درويش
»  احلى قصيدة
» قصيدة المساء
» قصيدة الاصمعي
»  قصيدة المطر ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجوكر فيبي :: أقسام الأدب و المعرفة :: منتدى الشعر والخواطر-
انتقل الى: