توصلت دراسة أجراها فريق دولي من الباحثين الى ان مرض فقدان الشهية ناجم عن خلل في الدماغ وليس العكس.
أُجريت دراسة على مصابين بفقدان الشهية بعضهم صغار لا تزيد أعمارهم على ثماني سنوات باستخدام تقنيات جديدة لتصوير نشاط الدماغ. ويمكن ان تسفر الدراسة الجديدة عن علاجات مختلفة لهذا المرض لا سيما وانها تطعن بآراء راسخة عن الأمراض النفسية .
وقال الطبيب النفسي الدكتور ايان فرامتون عضو الفريق الدولي من جامعىة اكستر البريطانية ان مشاكل خفية في المراحل المبكرة من نمو الدماغ تؤدي الى استعداد الشخص وانكشافه للاصابة بفقدان الشهية. ونقلت صحيفة الديلي اكسبريس عن فرامتون ان المطلوب دراسة مشاكل عقلية أخرى من جديد.
واستخدم الباحثون بقيادة البروفيسور براين لاسك الخبير في مرض فقدان الشهية الذي يمكن ان يسبب الوفاة ، تقنيات مسح إشعاعي متطورة كشفت وجود خلل في عمل الجزء المسؤول عن التحكم بالأكل والقلق وصورة الجسم من دماغ المصاب بفقدان الشهية. ويُسمى هذا الجزء من الدماغ الانسولا أو فص الجزيرة. ويستمر هذا الخلل في الانسولا حتى بعد عودة وزن الجسم الى حالته الطبيعية في مؤشر الى ان المشكلة موجودة قبل الاصابة بالمرض.
ويتأثر نحو ثلث المصابين بهذا الشذوذ الدماغي الذي لا يُكتشف إلا بفحوص معقدة. ويعتقد الباحثون ان اسبابا بيولوجية اخرى في المخ تسبب الاصابة في الثلثين الآخرين من مرضى فقدان الشهية وان هذه هو سبب انتكاس العديد من المرضى لاحقا.
وأوضح الدكتور فرامتون ان هؤلاء المرضى مرشحون للانتكاس لأن الخلل في دماغهم ولا يمكن علاج الشخص إذا كان هناك عطب فاعل في دماغه.
ويمكن ان تسهم نتائج الدراسة الجديدة في حسم النقاش الذي يحمل الوالدين وعارضات الأزياء النحيفات مسؤولية الاصابة بمرض فقدان الشهية بسبب المواقف غير الصحية من الطعام والنظرة الخاطئة الى قوام الجسم. كما ستفتح الدراسة دائرة النقاش حو اسباب امراض عقلية أخرى مثل الكآبة والاضطراب ثنائي القطب.