وعندما رأى المعركة الضارية تتجه
في بدايتها لصالح الأعداء, تذكر كلمات رسول الله لقومه الأنصار:
" أنتم الشعار..
فلا أوتيّن من قبلكم"..
وملأ الصوت روعه وضميره..
حتى لكأن الرسول عليه الصلاة
والسلام قائم الآن يردده كلماته هذه..
وأحس عباد أن مسؤولية المعركة كلها
إنما تقع على كاهل الأنصار وحدهم.. أو على كاهلهم قبل سواهم..
هنالك اعتلى ربوة وراح يصيح:
" يا معشر الأنصار..
احطموا جفون السيوف..
وتميزوا من الناس..
وحين لبّى نداءه أربعمائة منهم
قادهم هو وأبو دجانة والبراء ابن مالك إلى حديقة الموت حيث كان جيش مسيلمة يتحصّن..
وقاتل البطل القتال اللائق به كرجل.. وكمؤمن.. وكأنصاري..
وفي ذلك اليوم المجيد استشهد عباد..
لقد صدقت رؤياه التي رآها في منامه
بالأمس..
ألم يكن قد رأى السماء تفتح, حتى
إذا دخل من تلك الفرجة المفتوحة, عادت السماء فطويت عليه, وأغلقت؟؟
وفسرّها هو بأن روحه ستصعد في
المعركة المنتظرة إلى بارئها وخالقها..؟؟
لقد صدقت الرؤيا, وصدق تعبيره لها.
ولقد تفتحت أبواب السماء لتستقبل
في حبور, روح عبّاد بن بشر..
الرجل الذي كان معه من الله
نور..!!