السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كيف حالكم إخواني أخواتي
أما بعد :"""
كثيرا ما نواجه في حياتنا أمورا تجعلنا نجهل ماهي ماموقفنا منها و كيف نتعامل معها أو حتى لماذا؟ لماذا نصادفها
عندما كنا صغارا كنا نأخذ النصائح أو بالأحرى الأوامر من الأهل و الوالدان و نحن لا ندري لماذا أمرنا بذلك
عندما تخبرني أمي و أنا لم أبلغ سن النضج و التفريق بين الصواب و الخطأ و الضار و النافع وعندما تقول
:"بني لا تلمس لهب الشمعة فإنه حارق "
و قتها يدفعني فضولي لأن ألمسه و في أذني رنين صوت أمي
فأتخطى صوت الرنين ......و ألمس لهب الشمعة
و فعلا أكتشف
أنه حارق .....
فأقطع و عدا عن نفسي أني لن ألمسه مجددا و سأخبر من لم يجرب على أن ..لن يلمسه..
و تبقى الحلقة تدور و يبقى الفضول طريقنا إلى الهلاك
و لكن هذا بالنسبة للشيئ المادي ماذا عن المعنوي عن الشيئ المتعلق *بالعواطف و الأحاسيس *الذي يدخل فيه الشعور بالأمن أو الخوف أو الظلم
أو حتى
الطعن ....
منذ أن كنا صغار كنا نسمع مقولة تتردد على أفواه الكبار :"بني بنيتي لا تغرك المظاهر"
المظاهر؟؟ لا تغرني ؟؟
عبارات لم نكن نستطيع أن نفهمها قاموس عقولنا الصغير لم يستطع أن يستوعب هذه الكلمات
سألنا ما معنا هذا فأجبنا
" مازلت صغيرا سيأتي الوقت لكي تعلم " أو يفهمونك مفهوما غير مفهوم
ثم تمر الساعات و الثواني ....و نحن نكبر ...و فجأة و بلغة غير اللغة التي تعلمنا ان نسمعها...
تكلمنا الايام بصفعات آلمة.... أكثر ألما من صفعات والدي
فنكبر و نتعلم بالصفعات القوية ....أن الطيبة لا تقاس ببشاشة الوجه ...فهناك وجوه تصطنع البياض... و هناك من يجيد تصنع الطيبة.... و يخفي بين زواياه خبثا وريبة
و تمر الأيام ....فنتعلم منها.... أن الحنان لا يقاس بالأحضان ....فهناك من يضمك بين أحضانه.... و يطعنك بخنجر الخيانة من الخلف ....و الفرق شاسع و مدفون ......بين المعلن و المكنون...
و تمر الأيام.... فنوقن منها .....أن الفرق بين الأحمق و العاقل ....هو أن العاقل ينظر إلى مد بصره..... بينماالأحمق فينظر ما بين قدمية...
وتمر الأيام ....فنعلم منها .....ان للذكاء حدود ....و لكن لا حدود للغباء....
و أهم شيئ نتعلمه ....و ندركه
لا تقاس العقول بالأعمار ....فكم من صغير عقله بارع.... و كم من كبير عقله خاوي فارغ....
فلهذا و بعد كل هذا أردت أن أوصل لكم رساله
إياكم و الفضول ......فإنه هلاك العقول
و لتسمع كلام الوالدان ليسا لأنهما والداك فقط
بل
لأن خبرتهما في الحياة تجعلهما يعلمان أسرار الحياة
بما فيه من حزن و ألم و فرح و أمل أكثر مما تعلم
و لتجعل عقلك يسيطر على زمام الأمور قبل العاطفة لأن العاطفة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه
و لتتوكل على الله في حياتك
لأن التوكل أساس النجاح
فالصبر فالإيمان فالعزم و قوة الإرادة و الثقة بالنفس كلها مفاتيح أبواب النجاح
النجاح الذي له أجمل و أروع ذوق