عاد شبح الاختطافات، ليؤرق سكان منطقة تيزي وزو، التي شهدت اختطاف شيخ ثري من قبل مجموعة مجهولة في بلدية بني زمنزار، دخلت في اتصالات مع ذويه، يُعتقد أنها لطلب فدية، وبعزازقة، اختفى طالب جامعي لما كان في طريق العودة إلى قريته، وتؤشر المعطيات الأولية على أن اختفاءه كان قسريا.
أقدمت أول أمس الاثنين مجموعة مجهولة الهوية على اختطاف المدعو "غادة أعمر" البالغ من العمر 70 سنة، متقاعد مغترب قرب مسكنه بالمكان المسمى "اقلاقال" ببلدية بني زمنزار جنوب مدينة تيزي وزو، وقد تنقلت "الشروق" إلى المكان أين شوهد عدد كبير من المواطنين أمام منزل الضحية.
وأكد عدد من أقاربه منهم شقيقه وابن عمه ان المختطفين اتصلوا مساء أول أمس مع عائلته، لكن أهله رفضوا الكشف عن فحوى المحادثة، خوفا على سلامته وحرصا على سرية المفاوضات بين الطرفين رغم إبلاغهم مصالح الأمن التي شرعت فورا بعملية تمشيط واسعة أمس بالمنطقة بحثا عن المختطف.
وحسب مصادر متطابقة قد يكون المختطفون قد طالبوا مبلغا يزيد عن مليار سنتيم وبأنهم من أبناء المنطقة، كون المختطف "غادة أعمر" المتقاعد المغترب معتاد على السفر إلى فرنسا في الآونة الأخيرة مما زاد من طمع المختطفين في اختيار ضحيتهم جيدا، كما أفادت المصادر ذاتها بأن المنطقة التي اختطف فيها الشيخ أعمر هي نفس المكان الذي اختطف فيه الشاب "كحيل يزيد" وأطلق سراحه بعد دفع الفدية السنة الفارطة.
ومن جهة أخرى، قام سكان قرى بني زمنزار منذ ليلة أول أمس بإنشاء خلية أزمة، كما سيتم اليوم الأربعاء تنظيم قافلة تجوب قرى دائرة بني دوالة وإضراب عام ببلدية بني زمنزار للتنديد بعملية الاختطاف التي طالت سكان المنطقة خلال السنوات الأخيرة ومطالبة المختطفين بإطلاق سراح غادة عمر تزامنا مع شهر رمضان الكريم.
من جهة اخرى، تعيش عزازڤة وقراها شرق تيزي وزو، حالة استنفار قصوى بعد الاختفاء الغامض، والمرجح كونه اختطافا لطالب جامعي، اختفى عن الأنظار منذ ثلاثة ايام حين كان في طريقه إلى منزله العائلي عائدا من الجامعة.
الشاب "جناد سعيد" البالغ من العمر 23 سنة، طالب في القسم الثالث بكلية العلوم التجارية في جامعة تيزي وزو، حيث أكد الوالد لـ"الشروق اليومي" التي تنقلت إلى منزله العائلي بقرية "ايغيل قيزان" ان ابنه اتصل به في حدود منتصف النهار، طالبا منه استخراج بعض الوثائق الإدارية لملفه الجامعي، كما اتصل بوالدته مخبرا إياها بشراء بعض الأغراض، الا انه لم يعد للمنزل، ومن حينها وهاتفه خارج الخدمة.
العائلة وبعد انقطاع أخبار ابنها، أودعت شكوى لدى مصالح الأمن للتبليغ عن اختفائه، في حين شكلت لجنة القرية بمعية لجان القرى المجاورة خلية أزمة، حيث شارك المئات من الشباب ليلة أول أمس في عملية بحث وتمشيط جابت من خلالها جميع الغابات المجاورة، ونادت ذات الخلية إلى إضراب عام صبيحة غد الخميس بمدينة عزازڤة للمطالبة بإعادة الشاب الذي يرجح تعرضه لعملية اختطاف، رغم عدم تلقي العائلة لأي معلومات تفيد ذلك.