قالت مصادر مسؤولة بوزارة الداخلية التونسية إن دورية أمنية أحبطت فجر أمس، محاولة تسلل شخصين من الجزائر إلى التراب التونسي، وقالت إنها أطلقت عليهما النيران قبل أن يلوذا بالفرار ويعودا أدراجهما إلى الجزائر.
ومباشرة بعد هذا الحادث، أجرت فرق أمنية وعسكرية عمليات تمشيط واسعة النطاق في المناطق المجاورة للمركز الحدودي، إلا أنها لم تسفر عن اعتقال المشتبه فيهما.
وأشارت الوزارة في بيان لها إلى فرضية ارتباط محاولة التسلل بالمجموعات الإرهابية المتحصنة في جبال جندوبة والكاف، وقالت إنها "قد تكون محاولة للفت انتباه قوات الأمن إليهما، ومن ثم إلهاؤها عن مواصلة تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية".
وكان وائل البوسعايدي، القيادي في مجموعة جندوبة الإرهابية، قد قدم لرجال الأمن معلومات مهمة بخصوص مجموعته بعد إلقاء القبض عليه أخيرا، وقال إنها تضم 14 عنصرا إرهابيا، من بينهم خمسة تونسيين، وتسعة "جزائريين"، يقودهم شخص يدعى أبا أحمد، يحمل الجنسية الجزائرية.
من جهته قال عبد الحميد الشابي، الخبير الأمني المختص في الجماعات الإسلامية: "إن خبرة المجموعات الإرهابية الجزائرية في التعاطي مع قوات الأمن هي التي يمكن أن تعطيهم أفضلية في قيادة المجموعات الإرهابية المكونة حديثا في تونس"، مضيفا: "أن أكثر من 30 عنصرا إرهابيا يدعمون التحركات الإرهابية للتونسيين في جبال الشمال والوسط الغربي التونسي".
ولم يستبعد الشابي وجود ارتباط وثيق وتنسيق قوي بين المجموعات الإرهابية المتحصنة في الجبال التونسية والعناصر الإرهابية الجزائرية، التي تتبنى أفكار تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وقال إن المسمى أبا أحمد، الذي ورد اسمه في اعترافات وائل البوسعايدي، موجود حاليا، وفق تقارير أمنية، في جبال سوق هراس الجزائرية، وإنه بصدد الإعداد لقاعدة جهادية خلفية، هدفها دعم الإرهابيين في تونس، على حد قوله.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد نشرت أول أمس صورا لثلاثة إرهابيين خطرين، اثنان منهم يحملون الجنسية الجزائرية، وهما خالد الشايب المتهم بالهجوم على منزل وزير الداخلية التونسية، ومحمد أمين محكوكة، إلى جانب التونسي هشام بالرابح، وأشارت الوزارة في بيانها إلى تورطهم في تنفيذ أعمال إرهابية سابقة، وإعدادهم من جديد لأعمال إرهابية أخرى، ودعت التونسيين إلى التبليغ عنهم ومساعدة رجال الأمن في القبض عليهم.