الآيتين 78 و79 من سورة المائدة تبين لعنتي داود وعيسى عليهما السلام للذين كفروا من بني إسرائيل ، أي لعنوا مرتين من بعد موسى عليه السلام مرة على لسان داود ومرة أخرى على لسان عيسى عليهما السلام لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه أي لفسادهم في الأرض .
والآيات 4-8 من سورة الأسراء تبين قضاء إلى بني إسرائيل في الكتاب بالفساد والعلو في الأرض مرتين، وتبين كذلك أنه إذا جاء وعد الأولى بعث الله عليهم عبادا أولى بأس شديدا فجاسوا خلال الديار، ووعد أولاها كان في عهد داود عليه السلام فلعنهم، والعباد أولى الباس الشديد هم سليمان عليه السلام وجنوده وهم الذين جاسوا خلال الديار، ثم ردد الله الكرةعليهم حتى جاء وعد الآخرة في عهد عيسى عليه السلام كان بعد أن رفعه الله إليه.
وأما وعد الآخرة فكان بعد رفع عيسى عليه السلام،ولأن المسجد بني في عهد سليمان والأقرب أن الحواريون هم الذين ساؤوا وجوههم ودخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، ولقد توعدهم الله كلما عادوا للفساد عاودهم الله إلى يوم القيامة فيسومهم الله سوء العذاب إلى يوم القيامة.
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ 78 كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ 79 )(المائدة :78-79)
(وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً(4) فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً (5) ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاَخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7) عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) ( الإسراء 4-8 ).
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأعراف: 167)
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا )(النساء :155)
خلاصة وعد الأولى كان في عهد داود وسليمان ووعد الآخرة كان في عهد عيسى ابن مريم عليهم السلام وتوعدهم الله بالعودة إن عادوا للفساد وبالمرصاد هذا والله أعلى وأعلم