أسرار لدغة النحل في علاج الكثير من الأمراض
ليس بالشيء الغريب على مخلوقات الله أن تكون حشرة صغيرة لها خاصية العلاج،,وكما أنها واردة في محكم كتابه الكريم في سورة (النحل) التي جاء فيها "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ, ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، (الآية 68/69).
في هذا الشأن يقول الباحث والمعالج بسمّ النحل ومستخرجات النحل الأخرى والاعشاب في مجمع مضاوي للطب البديل عمر عبدالعزيز الحسن: أن النحلة تعطينا خمسة أشربه هي: العسل، غذاء الملكات، شمع، صمغ النحل، وسم النحل، حيث بدأ العلاج بالنحل منذ عصور بعيدة في عصر الفراعنة، والعصرين اليوناني والاغريقي.
العلاج بالنحل له باع طويل في بعض الدول منها الصين حيث يوجد مستشفى كبير متخصص في علاج المرضى بعسل ولدغة النحل، بينما زاد الاهتمام في اليابان بهذا العلاج الفعّال الذي وصل الاهتمام به إلى تخصص إحدى الجامعات ومنح الدكتوراه للعلاج بالنحل، ويوجد أكبر مركز للعلاج بسم النحل في اسرائيل، ووصل العلاج الى الدول العربية منها مصر والسودان والبحرين. وقد ثبت علمياً أن اللدغة وما يخرج معها من إفرازات سمية هي علاج، والطب الحديث يستخدم سم النحل في أكثر من 30 نوعاً من الأدوية والعقاقير.
سم النحل:
اكتشف الطب الشعبي منذ القدم أدوية كثيرة، واستطاع أن يحصر في لدغة النحل دواء سريعاً وفعالاً، وكان التحقق من فعاليته في وقتنا الحاضر. إن سم النحل عبارة عن حامض سائل تفرزه الغدد الحامضية، وهي غدد سمية وتكون في إحدى أجزاء النحلة وتكون في الخلف من جسمها، ويوجد لها آلة لسع مبتدئة بإبرة رقيقة جداً وصغيرة وتنتهي بكيس السم، فوزن السم داخل الكيس لا يتغير كما أنه لا يمتلئ ثانية إذا تم إفراغ محتوياته، ويضيف عمر عبدالعزيز: أن سم النحل يتكون من مواد كثيرة، ومن أهمها مادة (ميليتين) التي تفوق قوتها بعشرات الأضعاف على دواء "هايدروكورتيزول"، وهو بروتين السم الأساسي، يستخدم في حالات الالتهاب التي يتعرض لها الجسم، وتحفزه على افراز الكورتيزون بشكل طبيعي. يتصف سم النحل بسائل شفاف سريع الجفاف بدرجة حرارة الغرفة، ورائحته عطرة وطعمه مر، بالإضافة إلى الكمية الكبيرة من الزيوت الطيارة وهي التي تُشعر بالألم عند اللدغ.
الاعتقاد السائد عند البعض أن النحلة تموت فور لدغها الإنسان وهذا المفهوم خاطئ، فالنحلة عندما تقوم بلدغ الجسم في حال الهجوم تفقد آلة اللسع ولايمكنها اللدغ ثانية، وتقوم بالطيران حول الوجه وذلك للإنتقام.
فالنحلة تمتلك آلة لسع واحدة، والذكر لا يمتلك آلة لسع، بينما ملكة النحل لها آلتين لسع، وهي لا تستخدمهم في لدغ الانسان، إنما تلسع الملكات الاخرى.
علاج الامراض المزمنة:
بعد دراسة أوروبية وآسيوية من سنة 1935م حتى سنة 1979م، أكتشف أن سم النحل نجح في علاج الكثير من الامراض المزمنة، والاعتلالات الجسدية، حيث يذكر لنا عمر عبدالعزيز بعض منها: التهاب المفاصل، الروماتيزم والروماتويد، والملاريا والصدفية، إلى جانب الامراض التي تختص بالجهاز المناعي.
ويؤكد عمر عبدالعزيز ان لابد من المرضى الذين لديهم حساسية ضد سم النحل أن يخضعوا لاختبارات الحساسية، وتختلف طريقة العلاج حسب المرض وسن المريض، هنالك مرضى يخضعون للعلاج بسم النحل، أو الغذاء الملكي، او صمغ النحل، كما ان هناك كريمات نقوم بتركيبها من شمع النحل، وبعض الزيوت النباتية، أما الآثار الناتجة عن العلاج بسم النحل فهي تورم وإحمرار دون ألم ويزول بعد 24 ساعة.
ويعدد عمر عبدالعزيز الامراض التي عولجت بسم النحل ومستخرجات النحل الاخرى منها: الروماتيزم، الروماتويد، اكزيميا، صدفية، ضعف التبويض، ارتفاع هرمون البرولاكتين لدى النساء، وضعف الحيوانات المنوية عند الرجال، مما زاد الاقبال من المرضى على العلاج بسم النحل.
آثار اللدغ على الجسم:
قد تؤثر سلباً لدغة النحل على جسم الانسان وتؤدي الى الوفاة ما إذا وصل العدد الى 500 لدغة، حينها تصل الى الدم فسرعان ما ينتشر الى جميع أجزاء الجسم وتظهر عليه أعراض التسسم، ضيق في التنفس وسرعة نبضات القلب و زرقة في اللون مما يؤثر على الجهاز العصبي، ويحدث شلل لعضلات الجهاز التنفسي، وذلك لان سم النحل يشبه الى حد كبير سم الثعابين، وعلى العكس فإن الانسان السليم يستطيع تحمل من 5 الى 10 لدغات في وقت واحد، وتظهر عليه بعض الآثار كالألم في منطقة اللدغ واحمرار في الجلد، ويختلف سم النحل في الجرعات العلاجية فإن له تأثيراً مضاداً للآلام بالإستخدام الصحيح.