قمري ووجهك والحصار
المكان : سجن نابلس المركزي
الزمان : شباط 1985م
بيني وبين فراشةٍ في الحيِّ منديل قديمْ
طرَّزتُ فيه الشمسَ والأمم الفقيرة والنهارْ
عَمَّدتهُ بالدمِّ ، فابتدأ الرحيلْ
للشمسِ ، وجهك حين ثارْ
رسَم التفاصيل الحزينةَ ،
فوق أهدابي ،
وطارْ
يُلقي السلام على جراح الزنبقِ
ويضمُّ أحزان الديار ، وما بقي
من وعد دوريٍّ تشرَّدَ تائها
في كل دارْ
*
قمري ووجهك طائران تجرَّحا
يتواعدان على انتظار
قمري على الدم أيقظوهُ ،
وعلقوه على جدار
وحملتُ وجهكِ ،
ردَّدَ الموّال قديس ، وقالْ
ـ خذني ،
سجدتُ ألملم الأشواقَ ،
أحلام الضحايا ،
صاح جنديٌّ : تعالْ
طعن البنفسج في العيونِ ،
وصاح في حقدٍ : تعالْ
قتل الربيع على النوافذِ ،
أيقظ الموتى وسار
في لحظة رَسَمَت تفاصيل الدمارْ
* * *
بيني وبينك طائر الأحزان ينـزفُ ،
جدْوَلين على الـمُقَلْ
بيني وبينك صرخة ،
دوَّتْ لنجمٍ ،
قد تناثر في ظلام المعتقلْ
وزنازن التحقيق ،
والموت المخيم في الجدار
ورسالة عمَّدتـُّها
بالدمِّ من قلب الحصار
وحديث جدي يوقظ التاريخَ ،
يضربهم وينهضُ ،
ثم يضربهم وينـزفُ ،
ثم يستلقي ويقرأُ ،
آيةً أو آيتينْ
جدي يحب اللهَ ، سافر مرتينْ
للأرض سافرَ ،
عاد يحمل سلة الحلوى ،
وشدَّ الساعدينْ
للشمس سافرَ ،
وزَّعَ الحلوى ،
ولكن لم يعدْ
جدي يحب الشمس والأمم الفقيرة والنهارْ
جدي توزَّعَ في تفاصيلي ،
وثارْ ...
هذه القصيدة منقولة من احد المواقع وهي للشاعر الفلسطيني باسم الهيجاوي كتبها في السجن أحببت أن أشارك بها...