أطلّ علينا والهوى يتعطّف ..... كما أقبلت فتّانة تتأسف
وبتّ أظنّ البدر في دورانه ..... جناح الأماني فوق رأسي يرفرف
كأنّ نهاري نام فالبدر والدجى ..... له حلم في نومه يتألّف
ألست تراها كالخيال تلاشيا ..... متى انفتحت عين من الصبح تطرف ؟
كأنّي أرى بين الكواكب نسوة ال .....عزيز وهذا البدر فيهنّ يوسف
كأنّ النجوم الغرّ سبحة زاهد ..... معلّقة في الأفق و البدر مصحف
كأنك يا بدر الكواكب بينها ..... فتاة مشت بين الأزاهر تقطف
كأنك في موج الضياء مليحة ..... تراقص في ماء الغدير فيرجف
كأنك في شط الحنادس جسمها ..... وقد سترت من بعضه (تتنشّف)
تمثّل فيك الحب والحسن للورى ..... فأنت بمعنى الحب والحسن توصف
فبينما ترى في التّمّ تدنفنا هوى ..... وتصبي غوانينا إذا أنت مدنف
كأنك كرسي الزمان وهذه ال ..... نجوم كراسي صغار تصفّف
كأنك ستر الغيب أسدل بيننا ..... وبين السما فالغيب هيهات يكشف
كأن الليالي صوّرتها يد الهوى ..... وفيها ضياء البدر وشي وزخرف
""""""""""""""""""""""""""""""
ولمّا تعاتبنا اتّهمت ودادها ..... لتكمل لذّات الهوى حين تحلف
وقلت اكتبي لي بالعهود رسالة ..... تلطّف من شكّ الجوى وتخفّف
فشدّت على قلبي وقالت بلوعة ..... إذا ما التقينا فالهوى منك أعرف
وإن غبت كان البدر مني رسالة ..... إليك وما فيه من المحو أحرف
فقلت بلى إن باعد الدهر بيننا ..... فهذا الذي في أمرنا يتكلّف
يضلّل عذّالي فيبدوا لعينهم ..... إذا راقبوه واقفا وهو يزحف
فإن تبصريه فابسمي للقائه ..... أرى من هنا نور الثنايا فأهتف
وإن مرّ في واديك رطبا شعاعه ..... فقولي إذن : إنّي من الوجد أذرف
وإن هو ألقى فوق فيك ابتسامة ..... فذاك سلام من فمي يتلطف
وإن جاء يوما خاشعا في غمامة ..... ومرّ نسيم تحته يتأفف
فهاتيك روحي قد أتتك فسلّمي ..... وذاك وداعي حينما كدت أتلف