الجنس : عدد المساهمات : 60نقآط التميز| : 180السٌّمعَة : 0تاريخ التسجيل : 01/07/2014
موضوع: ليكن شعارنا في هذا الشهر وعجلت إليك ربي لترضى الثلاثاء يوليو 01, 2014 2:42 pm
ليكن شعارنا في هذا الشهر وعجلت إليك ربي لترضى
في رمضان يتسابق المتسابقون , ويتنافس المتنافسون , الطالبون لمرضاة ربهم ,لأنهم على يقين بفضل هذا الموسم , وأن اليوم السباق وغدا توزع الجوائز يوم تُوفى كل نفس ما كسبت
ولقد جعلوا شعار كليم الرحمن موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام \"وعجلت إليك ربي لترضي \"
دافع لهم لتحقيق هذا المطلب , والوصول لهذه الغاية النفيسة , وذلك أن رسل الله وأنبيائه , هم أعرف الخلق بربهم وما يجب له عليهم , والمؤمنين متبعين لآثارهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90)
وقال عز وجل)لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
اللهم لك الحمد على نعمة الإيمان، و لك الحمد أن بلغتنا رمضان، شهر الصيام و القرآن، شهر الرحمة و الغفران، شهر الأجر العظيم و العتق من النيران..
مرحا بك يا شهرا تنزل فيه الفرقان، شهرا كان نبينا يتذاكر فيه القرآن كل ليلة مع جبريل عليهما السلام. فمن منا يتأسى بالرسول عليه الصلاة و السلام و يحيي الشهر بذكر ربه و بالقرآن، من منا يشد المئزر و يعقد العزم و يخلص النية و يسعى للفوز بالقصور و الجنان، من منا يحيي كلاما عجبت لسماعه الإنس و الجان، من منا يعجل الخطى ليكون من عباد الرحمان و يفوز بالرضوان، من منا يسارع لجنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين، من منا يختم الختمة تلو الختمة مع حسن الفهم و التدبر، ينطلق في شعاب الأرض كالريح المرسلة، يسمع قول ربه : " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ" فيمُد أيدي الخير هنا و هناك، فتراه يعود المريض و يتصدق بالغالي و الرخيص و يمسح على رأس اليتيم و يمشي في الجنازة و يأخذ من الرفث و الغضب إجازة، يصون الأمانة، يرسم على وجهه ابتسامة، يصبر على الإيذاء و يقول سلاما إذا خاطبه الجهلاء...
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة " (رواه البخاري)
"وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"
من منا يأخذ هذه الكلمات الخالدات لسيدنا موسى ذا العزم من الرسل و يجعلها شعاره في رمضان بل دستور حياته، البسي الحجاب و قولي "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"... أقلع عن التدخين، باشر بالصلاة، بكر إلى المسجد، اركع و اسجد وقل"وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" .. تعرف على القرآن، كفاك جهلا بكتاب الرحمان تبحر في هذا البستان و قل "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"، اصبر على الصلاة و الصيام و القيام لأجل "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"، لنعش رمضان و كأنه آخر شهر في حياتنا، لنحيا بالقرآن و لنبصر بنور الرحمان فقد..
مضى عهد النوم يا خديجة !
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( في الجنّة ثمانية أبواب ، فيها باب يُسمى الريّان ، لا يدخله إلا الصائمون ) رواه البخاري ، وزاد النسائي : ( فإذا دخل آخرهم أُغلق ، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا )
ورمضان فرصة عظيمة للقرب من الله تعالى , والازدياد من الباقيات الصالحات, تذكر وأنت تعيش هذه الأيام المباركة كم من الخلائق تحت أطباق الثرى يود أحدهم أن لو صام معك وقام معك , فأري الله منك خيرا \" فليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل \"
تفكر في كل رمضان مضى , وكل موسم عليك قد انقضى كيف تلحقك الحسرة في آخره , وتتمنى أن لو عاد إليك لتعمل صالحاً – فأنت في الأمنية -
ألم ترى هذه الجموع الغفيرة وهي تؤم المساجد , وبيوت الرحمن , تحملهم خطى الرغبة , وصدق الطلب ليؤدوا الصلوات , ألم تحركك هذه الصور لتكون في ركبهم ؟
كيف بك إذا قُربوا وأبعدت , وأُتحفوا بالكرامات وسرت حسيراً كسيراً بألمك؟
يا صاحب القلب الطيب , يا من يرجو جنة عرضها السموات والأرض أبشر , فهذا موسم الخير هل , ووقت العودة حل , فاغتنمه قبل رحيله
قُم في الدُّجَى واتْلُ الكتابَ ولا تَنمْ إلا كـنومـة حـائِرٍ وَلْهَـانِ
فلـربّمـا تـأتـي المنيّـة بغتـةً فتُسَـاقُ من فُرُشٍ إلى أكفـانِ
يا حبّذا عينـانِ في غَسَـقِ الدُّجَى من خشيـة الرحمـن بـاكيتانِ
فـالله ينـزلُ كُـلّ آخـر ليـلةٍ لسمـائه الدنيـا بلا نُكْـرَانِ
فيقـولُ هـل من سـائلٍ فأجيبَه فأنا القريبُ أجيبُ منْ نـادانِي
اعلم يارعاك الله أن أكثر الناس حباً لك من أعانك على طاعة , ودلك على قربة , وأخذ بيدك إلى مرضاة ربك , ولا تجد هذا إلا عند أتباع الرسل عليهم السلام , وأرحم الخلق بالخلق ,
فماذا بعد هذا يا إخوان ؟ نرفع أيدينا بالضراعة، نتمسك برباط السنة و الجماعة، نقلع عن الذنوب ونتوجه إلى الطاعة فرب صائم ليس له من صيامه سوى الجوع و العطش. اللهم نعوذ بك أن نكون جائعين اللهم اجعلنا من الصائمين الصابرين القانتين، اللهم نسألك رضاك و الجنة و نعوذ بك من سخطك و النار، اللهم اعتق رقابنا في رمضان و بلغنا الفردوس الأعلى من الجنة يا ذا الجلال و الإكرام.