غريب مونديال البرازيل حتى الآن، لم يظهر فيه منتخب يستطيع المراقبون والجمهور وصفه بالمرشح من أجل اللقب، فمن الملفت جداً أن كل من تأهلوا إلى دور الثمانية عاشوا كوابيساً ومعاناة كبيرة، باستثناء كولومبيا التي اجتازت الأرجواي الجريحة من دون سواريز.
البرازيل اضطرت للعب ركلات الرعب أمام تشيلي، وكذلك كان حال كوستاريكا، أما هولندا ففازت في الوقت بدل الضائع وبفضل خطأ مدرب المكسيك وصبر الحكم على سقطات آرين روبن العديدة.
بدورها المانيا، عاشت جحيماً جزائرياً بكل ما للكلمة من معنى، قبل أن يساعد الحظ شورله على هدفه الأول، وكذلك كان حال فرنسا، التي لو كان الحكم في يومه لأبقاها ربما بتسعة لاعبين لاستحقاق كل من ماتودي وجيرو الطرد كما أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، وباستثناء كولومبيا وبفضل هدف خرافي، فإن كل المتأهلين عاشوا لحظات الخروج في خيالهم.
كل من تأهل الآن وللصدفة كلهم متصدرو مجموعات الدور الأول، أظهروا عيوباً كبيرة ولحظات هبوط كانت كفيلة بخروجهم، وبالتالي فإن مقعد رئاسة كأس العالم ما زال خالياً، ولم يبقَ من المرشحين التقليديين ليقدم نفسه إلا الارجنتين التي تواجه سويسرا اليوم.
وتستفيد الأرجنتين من كونها المرشح اللاتيني الذي سيواجه منتخباً أوروبياً في دور الستة عشر على العكس من البرازيل، وعلى العكس من المرشحين الأخرين الأوروبيين الذين تبدو معاناتهم واضحة بسبب الطقس والجماهير، كما أنها تعلمت الآن دروساً ممن ممن عانوا قبلها.
ويملك ليونيل ميسي فرصة ذهبية للحاق بمتصدر الهدافين جيمس رودريجيز حيث يحتاج لهدف واحد، وينبغي على التانجو عدم توقع الفوز السهل وإن كانت الترشيحات تراهم أقرب للفوز، فسويسرا وإن سقطت 5-2 أمام فرنسا، فإنها تملك لاعبين من جودة ممتازة وأدوار تكتيكية متقنة، ولو أخرجوا اليوم افضل ما عندهم قد يخلقون صعوبات للأرجنتين، ويعاقبونها على أي خطأ يتم ارتكابه في الدفاع.