القول في سورة الفاتحة
اختلفوا فيها، فعند الاكثرين هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن.
حدثنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدى قال: أخبرنا أبو عمرو الجبرى قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث وعلي بن سهل بن المغيرة قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديا يناديه: يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا، فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك: قال: فلما برز سمع النداء: يا محمد، فقال: لبيك، قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: قل الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب " وهذا قول علي ابن أبي طالب.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المفسر قال: أخبرنا الحسن بن جعفر المفسر قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن محمود المروزى قال: حدثنا عبد الله بن محمود السعدى قال: حدثنا أبو يحيى القصرى قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن الولاء بن المسيب عن الفضل بن عمر، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: " نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش " وبهذا الاسناد عن السعدى حدثنا عمرو بن صالح قال: حدثنا أبي عن الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: " قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، فقالت قريش: رض الله فاك " ونحو هذا قاله الحسن وقتادة، وعند مجاهد أن الفاتحة مدنية.
قال الحسين ابن الفضل لكل عالم هفوة وهذه بادرة من مجاهد لانه تفرد بهذا القول والعلما ء على خلافه.
ومما يقطع به على أنها مكية قوله تعالى: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم﴾ يعني الفاتحة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الجبرى قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن أذين قال: حدثنا إسما عيل ابن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن، فقال: " والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ".
وسورة الحجر مكية بلا خلاف، ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب هذا مما لا تقبله العقول.