منتديات الجوكر فيبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 توجيهـات دينية فيما يجب على الراعي والرعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rahafzaza
عضو جديد
عضو جديد
rahafzaza


عدد المساهمات : 12
نقآط التميز| : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/06/2014

توجيهـات دينية فيما يجب على الراعي والرعية Empty
مُساهمةموضوع: توجيهـات دينية فيما يجب على الراعي والرعية   توجيهـات دينية فيما يجب على الراعي والرعية I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2014 5:04 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فإنه ليسرني أن أقدِّم لهذا الكتاب «توجيهات دينية ومناصحات فيما يجب على الراعي والرعية» للشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل مبارك، وهو غني عن التعريف، بارك الله في أيامه، ونفعنا بعلومه آمين.
فبيت آل مبارك من أكبر بيوت العلم بالأحساء. وقد تخرج من هذا البيت علماء أجلاء ودعاة ومصلحون. وكانت بيوت آل مبارك مفتوحة لطلاب العلم والمعرفة، أما في هذا العصر فبيت الشيخ محمد المذكور لا يزال مفتوحًا لطلاب العلم، وقد اشتهروا بالحلم والعلم والتواضع والكرم وحسن الخلق واستعمال اللين والحكمة في الدعوة إلى الله، وعالمنا هذا مجلسه مجلس علم وبحث وإفادة، نسأل الله له الشفاء العاجل من مرض ألمَّ به، وما مؤلَّفه هذا إلا واحدًا من مؤلَّفات عديدة؛ منها: (التعليق الحاوي) حاشية في الفقه المالكي يغلب عليها التحقيق وبعد النظر وسعة الأفق.
وإنَّ مما يؤكد بُعد الشيخ عن التعصب الذميم أنه لما وقع على عبارة فيها ذم شيخ الإسلام ابن تيمية، فما كان منه إلا أن ردَّها، ودافع عن شيخ الإسلام، وبين منزلته العلمية، وما قاله فيه المحققون.
وله كذلك رسالة بعنوان «بيان ما يجب على المكلَّف من الاعتقاد» بيَّن فيها ما يجب على المكلَّف اعتقاده في أقسام التوحيد الثلاثة؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، نهج في ذلك نهج السلف، وقد قرَّظ الرسالة الشيوخ الفُضلاء؛ العلامة محمد بن عبد العزيز المانع النجدي الحنبلي، والشيخ أحمد بن عبد اللطيف الملا الحنفي، والشيخ العابد محمد بن أبي بكر الملاء الأحسائي الحنفي، والشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية السابق.
أما كتابه هذا (توجيهات ومناصحات دينية) فهو على صغر حجمه يعتبر ملخصًا لما في المطولات، وفيه من الفوائد والمقاصد ما ليس في المجلدات، وليس بحاجة للتنويه فعنوانه يدل عليه، وقد تفضل أحد المحسنين وأمر بطباعته على نفقته الخاصة وطلب عدم ذكر اسمه فجزاه الله خيرًا على صنيعه هذا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام وقواعده الخمس
الإسلام هو الدين المصطفى المختار من الله لعباده وخيرة بريته...
الإسلام هو الدين الذي بعث الله به رسله وأنبياءه: آدم فمن بعده إلى سيد الخلق محمد r. لم يُختلف قط في أصوله وعقائده التي هي: توحيد الله تعالى بالعبادة. وإفراده بالألوهية، والإيمان بجميع ملائكته وكتبه ورسله بلا تفرقة بين أحد منهم، وإثبات المعاد، والعمل بجد لما بعد الموت من الحياة الأبدية في جوار خالقنا الكريم في دار المقامة مع العناية بمصالح البشر على اختلاف طبقاته، ورعي حقوقه، وجمع كلمته في مختلف عصوره، والسعي في رفاهيته وتأمينه، وحفظ كرامته وحريته، وضم شعوبه والمساواة بين أفراده، وقطع جذور التعصب والفرقة والاستبداد، ووجوب تبادل النصح والإخلاص بين حكوماته وأفراده وشعوبه.
هذا هو الدين الصحيح الذي اختاره الله لجميع خلقه. قال تعالى: }إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{ [البقرة: 132]، وقال تعالى: }إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ{ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: }وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ [آل عمران: 85].
وإن كان الدين يختلف بحسب شرائع الرسل، فاختلافه في فروعه بالتحليل والتحريم، والتخفيف والتثقيل. قال تعالى: }لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا{ [المائدة: 48]، فيتغير المنهج بحسب العبادات والمعاملات حسب ما اقتضته الحكمة الإلهية، لا في الأصول والعقائد.
ولما بلغ الطور البشري، والنوع الإنساني غاية كماله، وجمع من التعاليم السماوية، والتجارب الكونية ما برز به في أكمل أطواره، كما جرت عادة الله تبارك وتعالى في خلقه وإبداعه، وعجائب صنعه واختراعه، يبدأ الخلق ضعيفًا، ثم يرقيه بحكمته إلى ما سبق علمه من كمال قوى، واستعداد وتأهل لما خلق من أجله على حسب إرادته السابقة، وحكمته البالغة. فحينما توافرت القوى، ونضجت العقول، واستعدت الآراء للبحث والتفكير، في جو استحكمت ظلمته بالكفر، وتناهى ضلاله لفترة الوحي، وسيطر الجبروت المردي والطغيان المدمر على أهله؛ فحينئذ بعث الله سبحانه وتعالى أشرف مخلوق، وأكرم رسول، سيد العالم أجمع، وخيرة أهل السماء والأرض بلا نكر، الرحمة المهداة، والأمن لمن تابعه من عذاب الله سيدنا محمد بن عبد الله.
اختاره الله تعالى من خير قرن، واصطفاه من أكرم عنصر، وأرسله إلى خلقه عامة، لم يختص برسالته أمة دون أمة، ولم تنحصر خيراته ومعارفه في قوم دون قوم، ولم يستبد به شعب دون شعب. قال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{ [الأعراف: 158] فأسعد الله به كل من آمن به وصدقه فيما بلَّغه عن ربه من عرب وعجم، وأحرار وعبيد، وأشراف وسوقة.
أرسله سبحانه وتعالى موحدًا للكلمة، جامعًا للشعوب، ماحيًا للأنانية والافتخار بالعناصر والأنساب، مشجعًا على التعاضد والتكاتف، هاتفًا بأن لا كرم إلا بالتقوى، ولا ميزة إلا بالتفاوت في الأعمال، فهو كما يبشر ابن سلام الإسرائيلي بالجنة يقول في سلمان الفارسي: «سلمان منا أهل البيت»، وفي الرومي: «نعم العبد صهيب».
بعثه الله بشيرًا ونذيرًا، وأيده بما أظهر على يده من خوارق العادات من المعجزات الباهرة التي تخور دونها القوى البشرية، وتذعن لها الفطر الإنسانية؛ ليبين لجميع الأمم معالم هذا الدين العظيم المحكم؛ فبين r قواعده ودعائمه التي بها يتجلى في مظهره الحقيقي، ورونقه الباهر. كما أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» فهذه الخمس هي دعائمه وأركانه، وقواعد بنائه الأساسية، فيجب على معتنقه أن يعرفها معرفة حقيقية، ويأتي بها على وجهها المشروع ليتم بناه، ويظهر المسمى بها في صورته ومعناه.
وما أبلغ هذا التشبيه المعجز من سيد الفصحاء فإن البيت إذا قام على خمس دعائم كان محكمًا حصينًا. يقي صاحبه الحر والبرد، ويحفظه ويحفظ متاعه من سباع ولصوص ورياح وأمطار بخلاف ما إذا كان ساقط أحد الأركان؛ فإن صاحبه لا يأمن فيه على نفسه ولا متاعه.
فكذلك دين الإسلام إذا جاء معتنقه بهذه الخمس على كيفيتها المشروعة؛ فقد عصم نفسه من عذاب الله ومقته دنيا وأخرى، وإن كان يبقى عليه مع اجتناب المحارم الإتيان بمكملاته ومحسناته من فروعه وشعبه، كما أن للبناء محسنات ومكملات يزداد بها كمالاً وحسنًا وحصانة.
وإذًا فلا بد لنا أن نعرف هذه الدعائم معرفة حقيقية لنتخذ منها البناء اللازم لديننا الذي به عصمتنا من المهالك دنيا وأخرى، ويجب علينا أن نتجافى أو نأنف من الوقوف على المعرفة السطحية التي دخل علينا بسببها الخلل، فانهار كيان هذا الدين العظيم المحكم في طوائف جمة ممن يعتنقه، ويتشدق باسمه من غير أن يتحقق به. فخسرهم الإسلام على الرغم من تكثيرهم لسواده، ودخولهم في عداده، وكيف يجمل بنا التساهل والتغافل عن معرفة هذه الأركان ونحن بتحقيقها والتحقق بها نكون المسلمين المؤمنين الموعودين بالسيادة والعزة والظفر والتمكين في الدنيا، ووراثة جنة النعيم في الأخرى.
وقد اتبعنا هذه الكلمة بكلمات تتضمن بعض ما يلزم من تقرير هذه القواعد حسب الاستطاعة، مستمدين من الله الإعانة والتوفيق، ضارعين إليه سبحانه في العصمة من الزلل والزيغ، والحمد لله أولاً وآخرًا.

الشهادتان
قدَّمنا أنه لا بد لمعتنق هذا الدين من معرفة أركانه التي يبنى عليها معرفة حقيقية، ليتخذ منها البناء اللازم لدينه، ووعدنا أن نواصل القول في تعريف هذه القواعد؛ لننتظم إن شاء الله في سلك الداعين إلى الله.
الركن الأول: هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، ومن الضروري أو البديهي أنه ليس المقصود من هذه الشهادة مجرد النطق بها، ولوكها بالألسن مع الغفلة عما تقتضيه من كمال التوحيد وصحة الاعتقاد؛ بل المقصود التلفظ بها مع تحقيق معناها، والتحقق به، والعمل ظاهرًا وباطنًا بمقتضاه.
فيجب على قائلها أن يعتقد اعتقادًا جازمًا لا يختلجه شك، ولا تزلزله شبهة بأن الله سبحانه إله واحد أحد فرد صمد، لا ضد له ولا ند له ولا صاحبة، ولا ولد له ولا والد له ولا شريك له في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله }لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ [الشورى: 11] لا شريك له في ربوبيته وإبداعه، ولا في ألوهيته واستحقاقه العبادة وحده لا شريك له، ويجب أن يكون هذا الاعتقاد مدعومًا بما نصب الله لنا من الأدلة على ذلك في كتابه العزيز، من النظر إلى الأكوان والعوالم العلوية والسفلية، والاستدلال بها على مكونها ومبدعها؛ فينظر المكلف إلى العوالم وما فيها من عجائب وعبر، ويستدل بالمخلوقات على الخالق، وبوجود المصنوعات على الصانع؛ فإنه من المستحيل أن يوجد فعل بلا فاعل، أو مخلوق بلا خالق. قال الله تعالى:
}أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ{ [الطور: 35]. وقد أمرنا سبحانه بالنظر والاستدلال، والتفكر والاعتبار، في غير ما آية من كتابه، فلا يكاد سبحانه يذكر التوحيد والأمر به؛ إلا أعقبه بذكر الأدلة ليبرهن على وجوب توحيده، فأنت تسمع قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 21، 22] فلما دعا إلى عبادته أثبت أنه الخالق الحكيم، الواجب إفراده بالعبادة، فذكر خمسة أشياء: خلق المخاطبين، وخلق من قبلهم، والأرض والسماء، وإخراج الثمرات من الماء النازل من السماء، ليلفت سبحانه أنظار الخلق إلى الاعتبار والاستدلال.
ويقول تعالى في الآية الكريمة: }وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{ [البقرة: 163، 164].
فمن تأمل هذه العوالم العلوية والسفلية، واختلاف ألوانها وأشكالها، وطبائعها ومنافعها، ووضعها مواضع النفع بها وضعًا محكمًا، وتقديرها في سيرها وحركاتها تقديرًا منظمًا، وتسخير كلٍ لما خلق له وأريد به، وإيداع كل خاصية تباين خاصية الآخر، كاختلاف اللغات والأصوات والنغمات في الحيوانات، واختلاف الطعم واللون والريح في النبات، مع اتحاد التربة والماء والهواء، واختلاف الكواكب في سيرها وانتقالها وأضوائها، واختلاف الرياح في مهابها وشدتها ولينها وبردها وحرها، فمن تأمل في ذلك دلَّه على وجود الخالق العليم، المصور الحكيم، وعلى كمال قدرته، وباهر حكمته، وسعة رحمته، ولطفه بعباده، وإحسانه إليهم. لا إله إلا هو، ولا معبود غيره، ولا إله سواه.
والقرآن مشحون من الأمر بالنظر والاستدلال، وذكر أدلة التوحيد، فيجب على العبد التدبر، ومعرفة ربه بالدليل، وأن يتوجه إليه بكليته، ويخلص له في عباداته، وينزهه عن الأنداد، فهذا ما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا الله؛ لأنها اشتملت على ما يجب لله توحيدًا وتنزيها؛ لأن معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، يعني لا يستحق العبادة سواه لكونه هو الإله الحي القيوم الباقي، الذي يخلق ويرزق، ويُحيي ويميت، ويغني ويفقر، ويمرض ويشفي، ويبتلي ويعافي، ويُدعى في الشدائد، ويجيب المضطر، ويفرِّج الكرب: }بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{ [الأنعام: 101، 102].
فإذا علم المؤمن انفراده بهذه الصفات وجب إفراده بالعبادة، وحَرُم صرف شيء منها لغيره؛ إذ كل من سواه مخلوق عاجز، وهو الخالق الحكيم القادر العليم، قال تعالى: }هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ [الحديد: 3].
ولكننا نأسف الأسف الشديد؛ أن كثيرًا ممن يقول لا إله إلا الله لا يعقل معناها؛ فلذا تراه يدعو غير الله أو يذبح أو ينذر لغير الله معتقدًا أنه ينفعه أو يضره من دون الله؛ فمثل هذا ما عرف معنى لا إله إلا الله، وإنما قالها تقليدًا.
وفقنا الله جميعًا لليقظة والانتباه، والعمل لما تقتضيه كلمة لا إله إلا الله.
وإذا شهد العبد لله سبحانه بالوحدانية، فلا تتم هذه الشهادة ولا تقبل إلا بالشهادة لنبيه محمد r بالرسالة، وهذا معنى أن محمدًا رسول الله؛ يعني: وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إذ معنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله: أقرُّ وأعترف على نفسي طائعًا مختارًا أن لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وأقرُّ على نفسي طائعًا مختارًا أن محمدًا رسول الله؛ فيقر له r بالرسالة؛ لما ثبت له من معجزات يؤمن على مثلها البشر.
والمعجزات هي خوارق العادات من الأمور التي تعجز عنها القوى البشرية، ومعجزاته r لا تحصى، وأعظمها ما جاء به من هذا القرآن العظيم. فهو من المعجزات الخالدة الباقية إلى يوم الدين، إذ هو كلام رب العالمين ليس بمخلوق فينفد، ولا صفة مخلوق فيبيد، وقد قرر الله سبحانه وتعالى الدليل على نبوة نبيه بعد ما قرر الدليل على توحيده فقال جل وعلا:
}وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ...{ [البقرة: 23، 24] الآية تعني أن محمدًا نشأ فيكم، وبين أظهركم أميًا لا يقرأ ولا يكتب. تعرفونه بذلك، ثم جاء بهذا القرآن العظيم، وقد تحداهم الله في غير ما آية بأن يأتوا بمثله، أو بعشر سور أو بسورة، فحين عجزوا عن معارضته – ومن إعجازه أنه قد أخبرهم أنهم لن يستطيعوا فما استطاعوا، وهم العظماء والفصحاء والبلغاء والشعراء والخطباء – فقد ثبت بعجزهم، وعجز من بعدهم عن الإتيان بمثله- أنه تنزيل من حكيم حميد، وأنه كلام رب العالمين، وثبت أن محمدًا الذي جاء به رسول الله حقًا، فيجب نتيجة لهذا الاعتقاد طاعته r، وتصديقه فيما بلغه عن ربه.
فثمرة شهادة أن لا إله إلا الله توحيد الله وإفراده بالعبادة، وثمرة شهادة أن محمدًا رسول الله تصديقه ومتابعته وتحكيم شريعته: }قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ{ [آل عمران: 31، 32].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توجيهـات دينية فيما يجب على الراعي والرعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة
» مدرب الأرجنتين رداً على : ميسي حر فيما يقوله .. لست منزعجاً
» معلومات دينية ، معلومات اسلامية ، معلومات دينية و اسلامية للتثقيف
» معلومات دينية ، معلومات اسلامية ، معلومات دينية و اسلامية للتثقيف
» كتب دينية ومواقع إسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجوكر فيبي :: الاقسام الاسلامية :: منتدى المواضيع الإسلامية العامة-
انتقل الى: