بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك أيام حزينة نعلم أنها آتية لا محالة ! نعلم أنها سنة الله في خلقه !
نعلم أنها قدر الله وقضاؤه !
لكننا نهرب ونفزع من مجرد التفكير بها !
نضع بين أيديكم وقفات لكل من يرفل بنعمة وجود والديه أو أحدهما !
الوقفة الأولى :
حافظ على الباب ! حافظ على مخرج النجاة ومصعد الدرجات !
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :
"الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه"
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
فكم من سعيد بوجود باب الجنة في بيته !
تهب عليه نسائمها صبحا ومساء..
تهب عليه كلما حيّا والديه أو قبّل رأسيهما..
أو قضى لهما حاجة يطلبانها !
وكم من بائس ضيع هذا الباب وغفل عنه ولم يتنبه إلا حين أُغلق!
الوقفة الثانية :
لا تؤجل ولا تستصغر أي عمل يسعدهما
حتى البسمة ! أليست " الكلمة الطيبة صدقة " ؟!
فكيف إذا كانت لأحق الناس بحسن صحابتك ؟!
ولا تؤجل حتى المكالمة الهاتفية معهما !
فلا تعلم متى تقبض روحهما !
الوقفة الثالثة :
قد يصدر من والديك بدون قصد كلمات قاسية ..
فلا يوسوس لك الشيطان بالانتصار لنفسك !
إنهما والداك !
إنهما اللذان أمرك الله بخفض جناح الذل لهما
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
وفي الحديث :
{ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله}
رواه ابن ماجه وصححه الألباني
فإذا كان كظم الغيظ مع أخيك المسلم له هذا الأجر العظيم
عند الله فكيف مع اللذين وصاك الله بهما ؟!
كيف باللذين قال الله عنهما
{ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا }
قال علي رضي الله عنه: لوعلم الله شيئاً في العقوق أدنى من " أف " لحرّمه!
وقال عروة بن الزبير: مابر والديه من أَحَدَّ النظر إليهما
بل قال علي رضي الله عنه: من أحزن والديه فقد عقهما
الوقفة الرابعة :
تذكر حين توفق إلى بر والديك أنها نعمة عظيمة من الله
فكم من غافل مشغول بالدنيا وزينتها عن والديه !
مشغول عن أعظم أسباب الفوز بالجنة
روي {عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت:من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلكم البر كذلكم البر (وكان أبر الناس بأمه).}
رواه أحمد وصححه الألباني
تأمل كيف استحضر رسول الله من بين أعمال هذا الصحابي الجليل فقط بره بأمه !
ولا غرابة في ذلك فإن بر الوالدين في الإسلام مقدم حتى على الجهاد
الذي هو ذروة سنام الإسلام!
روي {عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال:
( الصلاة على وقتها) قال: ثم أي؟ قال: ( بر الوالدين )
قال ثم أي؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله )}البخاري ومسلم
بل إن رضا الله في رضاهما
م ن ق و ل